للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيل بل الأرض التي كانوا نزلوا بها كانت ذات ألوان تشبه الرقاع، وقيل لأن خيلهم كان بها سواد وبياض قاله ابن حبان، وقال الواقدي: سميت بجبل هناك فيه بقع، وهذا لعله مستند ابن حبان ويكون قد تصحف جبل بخيل، ومما يدل على التعدد أنه لم يتعرض أبو موسى في حديثه إلى أنهم صلوا صلاة الخوف ولا أنهم لقوا عدواً، ولكن عدم الذكر لا يدل على عدم الوقوع. اهـ.

مما مر ندرك اختلاط الروايات ما بين غزوة نجد وغزوة ذات الرقاع وغزوة عسفان ونضيف غزوة أنمار.

قال صاحب الفتح: فظهر لي من هذا وجه المتابعة. وهو أن حديث سهل بن أبي حثمة في غزوة ذات الرقاع متحد مع حديث جابر، لكن لا يلزم من اتحاد كيفية الصلاة في هذه وفي هذه أن تتحد الغزوة، وقد أفرد البخاري غزوة بني أنمار بالذكر كما سيأتي بعد باب. ا. هـ.

لذلك أذهب أن غزوة ذات الرقاع حدثت في السنة الرابعة ولم يكن فيها صلاة الخوف، وأن الروايات التي تذكر صلاة الخوف ينبغي أن تحمل على غزوات أخرى وأن يفتش لها عن مخارج يخرج بها من التعارض.

قال ابن كثير: قال ابن إسحاق: ثم أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد غزوة بني النضير شهري ربيع وبعض جمادى، ثم غزا نجداً يريد بني محارب وبني ثعلبة من غطفان، واستعمل على المدينة أبا ذر. قال ابن هشام: ويقال عثمان بن عفان. قال ابن إسحاق فسار حتى نزل نخلاً وهي غزوة ذات الرقاع. قال ابن هشام لأنهم رقعوا راياتهم، ويقال لشجرة هناك اسمها ذات الرقاع، وقال الواقدي: بجبل فيه بقع حمر وسود وبيض.

٤٤٥ - * روى أبو داود عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: خرجنا مع


٤٤٥ - أبو داود (١/ ٥٠)، كتاب الطهارة، باب الوضوء من الدم.
وأورده ابن كثير في البداية والنهاية (٤/ ٨٥) عن ابن إسحاق واللفظ له.
وأخرجه ابن إسحاق مصرحاً بالتحديث وفي سنده عقيل بن جابر بن عبد الله الأنصاري لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وقد صحح الحديث ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>