للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مني - أبو قتادة - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمار حين جعل يحفر الخندق، وجعل يمسح رأسه، ويقول: "بؤس ابن سمية، تقتلك فئة باغية" وفي رواية (١): من هو خير مني، ولم يسمه، وفي أخرى ويقول: "ويس، أو يا ويس ابن سمية".

لقد وقع عدد من المعجزات في غزوة الخندق منها الذي ظهرت المعجزات فيه فيما بعد، ومنه ما كان معجزة مرئية شاهدها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه المعجزات كانت تثبيتاً للمؤمنين وقتذاك، وهي تثبيت للمؤمنين إلى قيام الساعة، ومن معجزات الخندق تكثير الطعام عند جابر وسنراه في باب المعجزات، ومنها فلقه عليه الصلاة والسلام الصخرة وما قاله أثناءها ومنها الإخبار عمن يقتل عماراً ومنها إخباره أن قريشاً لن تغزوهم مرة أخرى.

٤٥٠ - * روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: جعل المهاجرون والأنصار يحفرون الخندق حول المدينة، وينقلون التراب على متونهم ويقولون.

نحن الذين بايعوا محمداً ... على الجهاد ما بقينا أبداً

قال: يقول النبي صلى الله عليه وسلم وهو يجيبهم ويقول: "اللهم إنه لا خير إلا خير الآخرة، فبارك في الأنصار والمهاجرة".

وروى البخاري (٢) أيضاً عن أنس رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب والجوع قال: "اللهم إن العيش عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة" فقالوا مجيبين له:

نحن الذين بايعوا محمداً ... على الجهاد ما بقينا أبداً


= بؤس: ترحم لعمار من الشدة التي يقع فيها.
ويس: كلمة تقال لمن يترحم عليه، مثل: ويح، وكذلك في حال الشفقة والتعطف.
(١) مسلم (٤/ ٢٢٣٦).
٤٥٠ - البخاري (٧/ ٣٩٢) ٦٤ - كتاب المغازي - ٢٩ - باب غزوة الخندق وهي الأحزاب.
(٢) البخاري في نفس الموضع السابق.
المتن: الظهر. الغداة: هنا الصباح. النصب: التعب.

<<  <  ج: ص:  >  >>