للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جهة الشمال من المدينة المنورة أما المناطق الأخرى فإن بعض هذا الجيش أو أفراداً منه يمكن أن يهاجموا ويدخلوا معركة مواجهة على شيء من المشقة وهذا وحده لا يشكل إشكالاً في المعركة، فبحفره عليه الصلاة والسلام الخندق أخرج جيش المشركين من المعركة في الحقيقة لأن أي محاولة جزئية للهجوم يمكن ردها من خلال السهام وسرعة الحركة. تصور الآن مجموعات سريعة الحركة مع جيش منتشر على أطراف المدينة، إن هذا وحده كاف لأن يجهض أي محاولة اقتحام مع وجود الخندق، وهذا الذي حدث يوم الأحزاب، هجوم الجيش كله مستحيل، هجوم أفراد منه يسهل صدهم، ولذلك فمع كثرة المحاولات لاقتحام الخندق أو لاقتحام جزء منه أو للهجوم على المدينة فإن ذلك كله باء بالفشل بسبب الخندق وسهر القيادة ومرونة الحركة، ولكن هذا كله أصبح معرضاً للخطر بسبب غدر قريظة فعندما تصبح أرض قريظة مرتكز انطلاق، أو عندما تهاجم قريظة من الخلف فكل الوضع الاستراتيجي سيتغير، لن هذا يعطي جيش المشركين كله فرصة عبور الخندق وفرصة القتال ويصبح المسلمون مطوقين من كل جانب بأعداد هائلة، ولذلك كانت غدرة قريظة بالمكان الأفظع، فلقد عرضت الإسلام والمسلمين لخطر الاستئصال، ولعلك من خلال هذه الصورة تدرك دقة الأمر وخطورة الموقف، وتعرف مع ذلك أنها النبوة والرسالة في كفاءتها العالية وتأييد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين، فلقد ربح المسلمون المعركة.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>