للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وذكر رزين في رواية زيادة في حديث البخاري بعد قوله: اكتب: باسمك اللهم" قال: وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اكتب الشرط بيننا وبينهم: بسم الله الرحمن الرحيم .. " وذكر مثل ما تقدم. وزاد بعد قوله: "كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلماً؟ " قال: وفي رواية زيادة "فكيف نكتب هذا؟ قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم، من ذهب منا إليهم أبعده الله، ومن جاءنا منهم ورددناه: سيجعل الله له فرجاً" وزاد بعد قوله: "وقد كان عذب عذاباً شديداً في الله" قال: "فقال عمر بن الخطاب: فأمكنت يده من السيف ليضرب به أباه، فضن به، وعلم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لي: يا عمر، لعله أن يقوم في الله مقاماً يحمده عليه".

قال في الفتح:

قال المحب الطبري: الحديبية: قرية قريبة من مكة أكثرها في الحرم، ووقع في رواية ابن إسحاق في المغازي عن الزهري "خرج عام الحديبية يريد زيارة البيت لا يريد قتالاً" ووقع عند ابن سعد "أنه صلى الله عليه وسلم خرج يوم الاثنين لهلال ذي القعدة"، زاد سفيان عن الزهري في الرواية الآتية في المغازي وكذا في رواية أحمد عن عبد الرزاق "في بضع عشرة مائة، فلما أتى ذا الحليفة قلد الهدي وأشعره وأحرم منها بعمرة، وبعث عينا له من خزاعة" وروى عبد العزيز الإمامي عن الزهري في هذا الحديث عند ابن أبي شيبة "خرج صلى الله عليه وسلم في ألف وثمانمائة، وبعث عينا له من خزاعة يدعى ناجية يأتيه بخبر قريش" كذا سماه ناجية، والمعروف أن ناجية اسم الذي بعث معه الهدى كما صرح به ابن إسحق وغيره، وأما الذي بعثه عينا لخبر قريش فاسمه بسر بن سفيان كذا سماه ابن إسحق، وهو بضم الموحدة وسكون المهملة على الصحيح، وسأذكر الخلاف في عدد أهل الحديبية في المغازي إن شاء الله تعالى. قوله: (حتى إذا كانوا ببعض الطريق) اختصر المصنف صدر هذا الحديث


= مطوياً في صدور سليمة، وهو إشارة إلى ترك المؤاخذة بما تقدم بينهم من أسباب الحرب.
لا إسلال ولا إغلال: الإسلال: من السلة، وهي السرقة، والإغلال: الخيانة، يقال: أغل الرجل إغلالاً: إذا خان، وغل من الغنيمة غلولاً، وقال بعضهم: إن الإسلال من سل السيوف في الحرب، والإغلال: لبس الدروع، وليس بمرض.
مقاماً يحمده عليه: هذا القول من النبي صلى الله عليه وسلم في حق سهيل بن عمرو: إشارة إلى ما كان عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، وارتداد الناس بمكة، فقام خطيباً ووعظهم، وثبتهم على الإسلام، فكان هذا هو المقام الذي يحمده عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>