للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وفي رواية نحوه (١)، وفيه: قال فأدركناها تسير على جمل لها حيث قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قلنا: أين الكتاب الذي معك؟ قالت: ما معي كتاب فأنخنا بها فابتغينا في رحلها، فما وجدنا شيئاً. قال صاحباي: ما نرى كتاباً. قال قلت: لقد علمت ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي يحلف به لنخرجن الكتاب أو لأجردنك. قال: فلما رأت الجد مني أهوت بيدها إلى حجزتها - وهي محتجزة بكساء - فأخرجت الكتاب. قال فانطلقنا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .... وذكر الحديث.

قال في الفتح:

قوله (بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد) كذا في رواية عبيد الله بن أبي رافع، وفي رواية أبي عبد الرحمن السلمي عن علي كما تقدم في فضل من شهد بدراً "بعثني وأبا مرثد الغنوي والزبير بن العوام، فيحتمل أن يكون الثلاثة كانوا معه، فذكر أحد الراويين عنه ما لم يذكره الآخر ولم يذكر ابن إسحاق مع علي والزبير أحدا، وساق الخبر بالتثنية. قال "فخرجا حتى أدركاها فاستنزلاها إلخ" فالذي يظهر أنه كان مع كل منهما آخر تبعاً له.

قوله (إني كنت امرءاً ملصقاً في قريش) أي حليفاً، وقد فسره بقوله "كنت حليفاً ولم أكن من أنفسها" وعند ابن إسحاق "وليس في القوم من أصل ولا عشيرة" وعند أحمد "وكنت غريباً" قال السهيلي: كان حاطب حليفاً لعبد الله بن حميد بن زهير بن أسد بن عبد العزى، واسم أبي بلتعة عمرو، وقيل كان حليفاً لقريش. قوله (يحمون بها قرابتي) في رواية ابن إسحاق "وكان لي بين أظهرهم ولد وأهل، فصانعتهم عليه" وسيأتي تكملة شرح هذا الحديث في سورة الممتحنة، وذكر بعض أهل المغازي وهو في "تفسير يحيى بن سلام" أن لفظ الكتاب "أما بعد يا معشر قريش فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءكم بجيش كالليل، يسير


= ومسلم (٤/ ١٩٤٢) ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة - ٣٦ - باب من فضل أهل بدر، رضي الله عنهم، وقصة حاطب بن أبي بلتعة.
(١) البخاري (١١/ ٤٦) ٧٩ - كتاب الاستئذان - ٢٣ - باب من نظر في كتاب من يحذر على المسلمين ليستبين أمره. ابتغينا: الابتغاء: الطلب.
حجزة: احتجز الرجل: شد إزاره على وسطه، والحجزة: موضع الشد.

<<  <  ج: ص:  >  >>