منهم" فقال: "إن قريشاً حديث عهد بجاهلية ومصيبة، وإني أردت أن أجبرهم وأتألفهم، أما ترضون أن يرجع الناس بالدنيا، وترجعون برسول الله إلى بيوتكم؟ لو سلك الناس وادياً، وسلك الأنصار شعباً، لسلكت شعب الأنصار".
وفي رواية للنسائي (١) بإسناد حسن: فإنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أتته وفد هوازن، فقالوا: يا محمد، إنا أصل وعشيرة، وقد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك، فامنن علينا، من الله عليك، فقال: "اختاروا من أموالكم أو من نسائكم وأبنائكم"، فقالوا: قد خيرتنا بين أحسابنا وأموالنا، بل نختار نساءنا وأبناءنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم، فإذا صليت الظهر، فقوموا فقولوا: إنا نستعين برسول الله على المؤمنين - أو المسلمين - في نسائنا وأموالنا" فلما صلوا الظهر، قاموا فقالوا ذلك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم" فقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا، وقال عيينة بن حصن: أما أنا وبنو فزارة فلا، وقال العباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا، فقامت بنو سليم: فقالوا: كذبت، ما كان لنا فهو لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس، ردوا عليهم نساءهم وأبناءهم، فمن تمسك من هذا الفيء بشيء فله ست فرائض من أول شيء يفيئه الله علينا" وركب راحلته، وركب الناس: اقسم علينا فيئنا، فألجؤوه إلى شجرة، فخطفت رداءه، فقال: "يا أيها الناس، ردوا علي ردائي، فوالله لو أن لكم شجر تهامة نعماً قسمته عليكم ثم لم تلقوني بخيلاً، ولا جباناً، ولا كذوباً" ثم أتى بعيراً، فأخذ من سنامه وبرة بين أصبعيه، ثم قال: "ها، إنه ليس من الفيء شيء ولا هذه، إلا خمس، والخمس مردود عليكم" فقام إليه رجل بكبة من شعر، فقال يا رسول الله، أخذت هذه لأصلح بها برذعة بعير لي، فقال: "أما ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو