للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

له بعير فليشد عقاله" فهبت ريح شديدة، فقام رجل، فحملته الريح حتى ألقته بجبلي طيء وجاء رسول ابن العلماء صاحب أيلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بكتاب، وأهدى له بغلة بيضاء، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأهدى له برداً، ثم أقبلنا حتى قدمنا وادي القرى، فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة عن حديقتها: "كم بلغ ثمرها فقالت: عشرة أوسق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني مسرع، فمن شاء منكم فليسرع معي، ومن شاء فليمكث" فخرجنا حتى أشرفنا على المدينة، فقال: "هذه طابة، وهذا أحد، وهو جبل يحبنا ونحبه" ثم قال: "إن خير دور الأنصار: دار بني النجار، ثم دار بني عبد الأشهل، ثم دار بني عبد الحارث بن الخزرج، ثم دار بني ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير" فلحقنا سعد بن عبادة، فقال أبو أسيد: ألم تر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير دور الأنصار، فجعلنا آخراً، فأدرك سعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، خيرت دور الأنصار، فجعلتنا آخراً؟ فقال: "أو ليس بحسبكم أن تكونوا من الخيار؟ ".

٦٨٤ - * روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لما مر النبي صلى الله عليه وسلم بالحجر قال: "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، أن يصيبكم ما


= وادي القرى: هو واد بين المدينة والشام وهو بين تيماء وخيبر، من أعمال المدينة، سمي وادي القرى؛ لأن في الوادي من أوله إلى آخره قرى منظومة. لكنها الآن خراب. ومياهها جارية تتدفق ضائعة لا ينتفع بها أحد. فتحها النبي صلى الله عليه وسلم بعد فراغه من فتح خيبر سنة سبع.
اخرصوا: خرص النخل: حزر مقدار ثمرها.
أوسق: هو جمع وسق. قال في النهاية: الوسق: ستون صاعاً، وهو ثلاثمائة وعشرون رطلاً عند أهل الحجاز وأربعمائة وثمانون رطلاً عند أهل العراق. أي ما يعادل ١٥٠ كغ عند الشافعية، وما يعادل ٢٢٥ كغ عند الحنفية.
بجبلي طيء: هما مشهوران. يقال لأحدهما: أجأ. والآخر سلمى. وطيء على وزن سيد، وهو أبو قبيلة.
طابة: اسم المدينة، سماها به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك "طيبة" وهما من الطيب.
فائدة: في الرجل الذي حملته الريح حتى ألقته بجبلي طيء: إن هذا الرجل أهدته طيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قدموا المدينة.
٦٨٤ - البخاري (٨/ ١٢٥) ٦٤ - كتاب المغازي - ٨٠ - باب نزول النبي صلى الله عليه وسلم الحجر.
ومسلم نحوه (٤/ ٢٢٨٥) ٥٣ - كتاب الزهد والرقائق - ١ - باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم، إلا أن تكونوا باكين.

<<  <  ج: ص:  >  >>