للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بيت ميمونة فاشتد مرضه حتى أغمي عليه، فتشاور نساؤه في لده فلدوه، فلما أفاق قال: "ما هذا؟ " فقلنا: هذا فعل نساء جئن من ههنا، وأشار إلى أرض الحبشة. وكانت أسماء بنت عميس فيهن، قالوا: كنا نتهم بك ذات الجنب يا رسول الله. قال: "إن ذلك لداء ما كان الله عز وجل ليقذفني به، لا يبقين في البيت أحد لا يلد إلا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم" يعني العباس: قالت لقد التدت ميمونة يومئذ وإنها لصائمة لعزيمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وذكر رزين (١) عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عقد لي لواء في مرضه الذي مات فيه، وبرزت بالناس فلما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم أتيته يوماً، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده علي ويرفعها، فعرفت أنه كان يدعو لي، فلما بويع لأبي بكر، كان أول ما صنع، أمر بإنفاذ تلك الراية التي كان عقدها لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أنه كان سألني في عمر: أن أتركه له، ففعلت.

وفي رواية الترمذي (٢) قال: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم هبطت، وهبط الناس المدينة، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أصمت فلم يتكلم، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يديه علي ويرفعهما، فأعرف أنه يدعو لي.

٧٥١ - * روى البخاري ومسلم عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: دخلت على عائشة فقلت: ألا تحدثيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: بلى. ثقل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أصلى الناس؟ " قلنا: لا، هم ينتظرونك. قال: "ضعوا لي ماء في المخضب" قالت: ففعلنا: ففعلنا. فاغتسل فذهب لينوء فأغمي عليه، ثم أفاق فقال صلى الله عليه وسلم:


= اللدود: بالفتح: من الأدوية ما يسقاه المريض في أحدش قي الفم.
(١) أوردها ابن الأثير في جامع الأصول (١٠/ ٢٦)، وقال: هذه الرواية ذكرها رزين.
برزت بالناس: البروز: الخروج.
(٢) الترمذي (٥/ ٦٧٧) ٥٠ - كتاب المناقب - ٤١ - باب مناقب أسامة بن زيد، رضي الله عنه. وقال: هذا حديث حسن غريب.
٧٥١ - البخاري (٢/ ١٧٢) ١٠ - كتاب الأذان - ٥١ - باب إنما جعل الإمام ليؤتم به.
ومسلم (١/ ٣١١) ٤ - كتاب الصلاة - ٢١ - باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر من مرض وسفر وغيرهما من يصلي بالناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>