«أُحِلَّ لَنَا مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ» الْخَبَرَ، وَأَمَّا الْحَبُّ فَلِأَنَّهُ طَعَامٌ طَاهِرٌ وُجِدَ فِي مَحِلٍّ طَاهِرٍ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ أَشْبَهَ مَا لَوْ وُجِدَ مُلْقًى.
(وَتَحْرُمُ الْمَصْبُورَةُ) وَالْمُجَثَّمَةُ، لِمَا رَوَى سَعِيدٌ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: «نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ الْجُثَمَةِ وَعَنْ أَكْلِهَا وَعَنْ الْمَصْبُورَةِ وَعَنْ أَكْلِهَا» (وَهِيَ) ، أَيْ: الْمُجَثَّمَةُ (الطَّائِرُ أَوْ الْأَرْنَبُ يُجْعَلُ غَرَضًا يُرْمَى بِالسِّهَامِ حَتَّى يُقْتَلَ) فَلَا يَحِلُّ، لِعَدَمِ الذَّكَاةِ، وَلَكِنَّهُ يُذْبَحُ ثُمَّ يَرْمُونَ إنْ شَاءُوا، وَالْمَصْبُورَةُ مِثْلُهُ إلَّا أَنَّ الْمُجَثَّمَةَ لَا تَكُونُ إلَّا فِي الطَّائِرِ أَوْ الْأَرْنَبِ وَأَشْبَاهِهَا. (وَ) الْمَصْبُورَةُ (كُلُّ حَيَوَانٍ يُحْبَسُ لِلْقَتْلِ) ، أَيْ: يُحْبَسُ ثُمَّ يُرْمَى حَتَّى يُقْتَلَ فَهُوَ (مَصْبُورَةٌ)
[تَتِمَّةٌ يَحْرُمُ بَوْلُ حَيَوَانٍ طَاهِرٍ مَأْكُولٍ]
ٍ كَرَوْثٍ؛ لِأَنَّهُ رَجِيعٌ مُسْتَخْبَثٌ، وَتَقَدَّمَ يَجُوزُ التَّدَاوِي بِبَوْلِ إبِلٍ، لِلْخَبَرِ.
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إبْرَاهِيمَ - عَلَى نَبِيِّنَا وَعَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ - هُوَ الذَّبِيحُ عَلَى الصَّحِيحِ، لَا إِسْحَاقُ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ ظَاهِرُ الْآيَةِ، وَتَشْهَدُ بِهِ الْأَخْبَارُ.
[كِتَابُ الصَّيْدِ]
ِ مَصْدَرُ صَائِدٍ، وَشَرْعًا (اقْتِنَاصُ حَيَوَانٍ حَلَالٍ مُتَوَحِّشٍ طَبْعًا غَيْرِ مَقْدُورٍ عَلَيْهِ) وَلَا مَمْلُوكٍ، فَاقْتِنَاصُ نَحْوِ ذِئْبٍ وَنَمِرٍ، وَمَا نَدَّ مِنْ إبِلٍ وَبَقَرٍ، وَمَا تَأَهَّلَ مِنْ نَحْوِ غِزْلَانٍ، أَوْ مُلِكَ مِنْهَا لَيْسَ صَيْدًا (وَالْمُرَادُ بِهِ) ، أَيْ: الصَّيْدِ (هُنَا الْمَصْيُودُ، وَهُوَ حَيَوَانٌ مُقْتَنَصٌ) بِفَتْحِ النُّونِ (إلَى آخِرِ الْحَدِّ) ، أَيْ: مُتَوَحِّشٌ طَبْعًا غَيْرُ مَقْدُورٍ عَلَيْهِ وَلَا مَمْلُوكٍ (وَيُبَاحُ لِقَاصِدِهِ) إجْمَاعًا؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} [المائدة: ٩٦] وَقَوْلِهِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute