وبعد، فهذا مختصر (٣) في الفقه، على المذهب (٤) الأحمدِ، مذهب الإمام أحمدَ (٥)، بالغتُ في إيضاحه رجاء الغفران، وبيَّنتُ فيه الأحكام أحسن بيان، لم أذكر فيه إلا ما جزم بصحته أهل التصحيح والعِرفان (٦)، وعليه الفتوى فيما بَين أهل الترجيح والإتقان، وسميته ب:
(١) أي: آل جميع الأنبياء والمرسلين. وآل النبي ﷺ على المذهب -: أتباعه على دينه، لا أهل بيته فقط.
(٢) الصحابي: قال ابن النجار في المعونة: (من لقي النبي ﷺ مؤمنا ولو ارتد ثم أسلم ومات على إيمانه).
(٣) المختصر - كما قال الشيخ منصور وغيره -: ما قلّ لفظه، وكثُر معناه.
(٤) المذهب لغة: من الذهاب، ثم أُطلق على ما قاله المجتهد بدليل ومات قائلاً به، وكذا ما أُجري مجرى قوله من فعل أو إيماء أو نحوه، وقال الدنوشري:(وقد يطلق عند المتأخرين على ما به الفتيا من إطلاق الشيء على جزئه الأهم).
وإذا ذكرنا المذهب في هذا الشرح، فإنا نقصد به المذهب عند متأخري الحنابلة مما رجحه أهل التصحيح والعِرفان، وسيأتي ذكرهم.
(٥) وهو من كبار أئمة أهل السنة، وُلد سنة (١٦٤ هـ) في بغداد خلال الدولة العباسية، وتوفي سنة ٢٤١ هـ.
(٦) أهل التصحيح والعِرفان - كما ذكر الشيخ سلطان العيد، وكما =