للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويرفعُ يديهِ - وظهورُهما نحوَ السماءِ (١) - فيدعُو

(١) أي: وبطونهما نحو الأرض، قال ابن عوض : (قال العلماء: السنة لمن دعا برفع البلاء أن يجعل ظهر كفيه إلى السماء؛ إشارة إلى الدفع، ولمن دعا بطلب شيء أن يجعل بطن كفيه إلى السماء؛ إشارة إلى الأخذ، قاله الشيشيني)، والظاهر: أنه يرفعهما مقابل صدره كغيره من مواضع الدعاء على المذهب، لكن في كلام ابن رجب الآتي ما يرد هذا وأنه يرفعهما إلى أعلى من صدره حتى يرى بياض إبطيه والله أعلم.

وقد ذكر ابن رجب في فتح الباري أنه قد روي عن النبي في رفع اليدين في الاستسقاء خمسة أنواع، وكأنه مال إلى الأخير الذي هو ظاهر المذهب بأن يجعل ظهور كفيه إلى السماء وبطونهما نحو الأرض، وأطال في الاستدلال له، واستدل أيضا لكل نوع، وهذا كلامه في هذه الأنواع باختصار: (الأول: الإشارة بأصبع واحدة إلى السماء، الثاني: رفع اليدين وبسطهما، وجعل بطونهما إلى السماء، الثالث: أن يرفع يديه، ويجعل ظهورهما إلى القبلة، وبطونهما مما يلي وجهه، الرابع: عكس الثالث: وهو أن يجعل ظهورهما مما يلي وجه الداعي، الخامس: أن يقلب كفيه، ويجعل ظهورهما مما يلي السماء، وبطونهما مما يلي الأرض، مع مد اليدين ورفعهما إلى السماء.

خرج مسلم من حديث حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن النبي استسقى، فأشار بظهر كفيه إلى السماء، وخرجه الإمام أحمد، ولفظه: رأيت رسول الله يستسقي، بسط =

<<  <  ج: ص:  >  >>