للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصاعب يومية في مجتمع أميركا المسيحيّ في غالبيته. إن معظم الأميركيين لا يعرفون أيّ مسلم؛ وما زالوا غافلين عن وجود المسلمين المتنامي بوتيرة سريعة في الولايات المتحدة. ولم يناقشوا يوماً الإسلام مع أي شخص مطّلع علي هذا الدين. ولم يقرأوا يوماً آية واحدة من القرآن الكريم. وتنبع معظم تصوّراتهم عن الإسلام من الصور السلبية المزيّفة التي تظهرها التقارير الإخبارية، والأفلام والمسلسلات التلفزيونية، والحوارات في الإذاعة والتلفزيون (١).

وقد اشرنا سابقاً إلى دور المبشريين والمستشرقيين في رسم هذه الصوره المشوهه عن الإسلام والمسلمين ولهذا فإن ايه محاوله جديده للحوار بين المسيحية والإسلام يجب ان تبدأ بمراجعة الدراسات الإستشراقية المتأثرة بمناخ الحروب الصليبية لتنقيتها من ما خالطها من دس و تشويه لصورة الإسلام و نبيه و قيمه و شعائره، مع الإستفادة من كبار المستشرقين المنصفين الذين أشادوا بروحانية الإسلام و سماحة قيمه وتسامحه. ولا بد هنا من التنويه بالخطوات الإيجابية التي قطعتها الكنيسة الكاتولوكية منذ المجمع الفاتيكاني وصدور وثيقة Nostra Actate عام ١٩٦٥ التي تبنت الحوار مع المسلمين والإنفتاح عليهم، من منطلق تعزيز المحبة الوحدة بين أتباع الديانات التوحيدية.

فقد نص المجمع الفاتيكاني بوضوح على "أن الكنيسة تنظر بتقدير إلى المسلمين الذين يعبدون الله الأوحد، الحي القيوم، الرحيم القدير، خالق السماء والأرض، الذي وجه كلامه إلى البشر، و إنهم يسعون في الخضوع بكل نفوسهم لأحكامه الحقة كما خضع إبراهيم لله، الذي ينتمي إليه الإيمان الإسلامي بطيبة خاطر. و أنهم يجلون يسوع كنبي، و إن لم يعترفوا به كإله، و يكرمون مريم أمه العذراء ... وإذا كانت قد نشأت، على مر القرون، منازعات و عداوات كثيرة بين المسيحيين و المسلمين، فالمجمع المقدس يحض الجميع على أن يتناسوا الماضي، و


(١) لا سكوت بعد -- اليوم - بول فيندلى -ص١٩

<<  <  ج: ص:  >  >>