للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسعوا في تحقيق تفاهم صادق بينهم، و يعملوا معا على صيانة و دعم العدل في المجتمع و القيم الأخلاقية، و أيضا السلم و الحرية لجميع البشر " (١).

كما أعلن البابا بول السادس الرؤية الجديدة للعالم الإسلامي في خطاب بابوي بعنوان"كنيسته"-أي كنيسة السيد المسيح- قال فيه:"من الصواب أن تعجب بأولئك الناس-يعني المسلمين - لكل ما هو طيب وحق" "في عبادتهم لله (جل في علاه) ". ولقد تأكد هذا الموقف في الخطاب البابوي الذي صدر بعد ذلك بشهرين سنة ١٩٦٤م بعنوان "نور لكل الأمم"، الذي جاء فيه أن "مبدأ الخلاص يشمل أيضاً أولئك الذين يُقرُّون بوجودالخالق وفي مقدمتهم المسلمون (٢). وقد أنشئت في سنة ١٩٧٤م لجنتان: لجنة لليهودية، وأخرى للإسلام ضمن كيان واحد يطلق عليه الآن " المجلس البابوي للحوار بين الأديان.

إن هذه المقاربة الجديدة تفتح الباب واسعا للحوار البناء بين المسلمين الذين لم يكن لهم أصلا مشكل عقدي مع الديانة المسيحية، و إن كان لا بد من التنبيه إلى أن بعض التيارات الأصولية المسيحية المتطرفة لاتزال تتمسك بالصورة المشوهة السابقة، و من بينها الحركات الصهيونية المسيحية في أمريكا. و قد إستمعنا لبعض رموز و أركان هذا التيار يسب الإسلام و ينعته بالديانة الزائفة الشريرة بعد تفجيرات نيويورك في سبتمبر ٢٠٠١ (٣). ولكن تزايد الوجود الإسلامي في الغرب ادى إلى زياده المعرفه بالإسلام، حيث يعتبر هذا الوجود عنصرا أساسيا في حسابات التفاعل من تعايش وصراع حضاريين بين المسيحية واليهودية من جهة والإسلام من جهة أخرى، وقد أدى هذا التواجد إلى بروز مجموعة من الظواهر المستحدثة كتزايد عدد المساجد والمراكز الإسلامية والجمعيات الخيرية والمدنية التي حقق بعضها نجاحات


(١) ندوة العيش المشترك في الإسلام و المسيحية - اللجنة الوطنية اللبنانية للتربية و الثقافة و العلوم - بيروت ٢٠٠٢ - راجع على الخصوص بحث د. محمد السماك: في ثقافة الحوار الإسلامي - المسيحي (ص ٢٦٠ - ٢٦٦)
(٢) الإسلام والغرب: تعاون أم صدام - رالف بريبانتي- http://www.science-islam.net/article.php٣?id_article=٦٣٠&lang=ar
(٣) ندوة العيش المشترك في الإسلام و المسيحية - اللجنة الوطنية اللبنانية للتربية و الثقافة و العلوم - بيروت ٢٠٠٢ - راجع على الخصوص بحث د. محمد السماك: في ثقافة الحوار الإسلامي - المسيحي (ص ٢٦٠ - ٢٦٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>