للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كبيرة، حيث وصلت مصداقيتها إلى مستوى الجمعيات الدولية غير الحكومية. وعن طريق التزاوج والاحتكاك اعتنق كثير من الغربيين الإسلام، وبهذا فتحت جبهة جديدة في التفاعل الحضاري بقيادة الجاليات المسلمة في الدول الغربية التي بدأت تشكل أحد أبواب الانبعاث الحضاري للإسلام في ظل التطور العلمي والتكنولوجي الذي يشهده الغرب، غير أن هذا الباب تعتريه صعوبات مهمة أبرزها وأخطرها التهمة بالإرهاب (١).

وعلى العموم فأنه في اطار العلاقة بين الإسلام والمسيحية في عصرنا الحاضر فإن هناك الكثير مما يمكن انجازه لتعزيز الحوار الهادف والبناء بين الجانبين بما يخدم قضيه الانسان على هذه الارض. فالخلاف بين الجانبين ليس كبيراً، بل ان نقاط الالتقاء اكثر من الخلاف. فلا داعي لان نختلف ونتعارك ونحن واقفون على عتبة إيمانية مشتركة، وما يقربنا من بعضنا البعض اكثر بكثير مما يبعدنا. والمعاشرة بالمعروف مع كل الطوائف والأديان المخالفة هي اصل من أصول الشريعة الإسلاميه، والمسلمون اكثر اعترافاً من المسيحيين بصلة القربى بين الأديان (٢).

وامام مجموع هذه الحقائق الثابته، نقف بحيرة وعجب لنسأل: اين الحل الذي يجب ان يولد، ليبدأ المجهود المشترك الهادف إلى فتح مجال الحوار الحقيقي الجدى بين نصارى العالم ومسيحييه من جهه، وبين مسلمي العالم ومؤمنيه من جهة آخرى، للوصول إلى فهم عميق يجمع المؤمنين كافة كل المؤمنين، في مناخ واحد من الاحترام المتبادل الصريح اولاً، والتخطيط الواضح لبدأ عمل بناء مشترك، على ساحة الارض كلها ثانياً. فمستقبل البشرية والانسان ومصير الكرة الارضية ومن عليها مرهون، في الزمن الآتي، لقيام مثل هذا التعاون البناء المشترك، الذي يدعو اليه الناس، وندعو اليه نحن معهم، بكل ما اوتينا من قناعة وكد وحماسة. فإن الذي يجمع بين محمد والمسيح هو في الواقع، اكثر بكثير من الذي يفرق! أنه يجب علينا الا ننسى ايضاً أنه، بالرغم من وجود محاور هامة تجمع بين ديانتي التوحيد، فإن في الامر كثيراً من النقاط العديدة التي يفترق فيها المسيحيون والمسلمون، بعضهم عن


(١) بين حضارة القوة وقوة الحضارة - تأليف الدكتور غيات بوفلجة-عرض/سكينة بوشلوح
(٢) لا سكوت بعد -- اليوم - بول فيندلى- ص ٥٤

<<  <  ج: ص:  >  >>