للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهنا يحذر بريبانت- وهو عضو في الكنيسة الاسقفية البروتستانتية- من ان الإسلام لا يصل إلى تحقيق كامل طاقته الكامنه الا إذا اولى المسلمون صورة الإسلام لدى العامة من الناس اهتماماً كبيراً، فضلاً عن اهتمامهم بسلوك المسلمين كأفراد ايضاً: "نجد في هذه اللحظة من التاريخ، ان للقوى المحركة في الإسلام وقيمه المحددة بوضوح، امكانية انتشال العالم الغربى من حالته المرضية. ولا يمكن ان يتحقق ذلك، الا إذا كانت الصورة، التى يعرضها الإسلام على الشاشة الكونية، واداء المسلمين على المسرح العالمى، متساوقين مع مبادئ الإسلام، في السلام والعدل واحترام الحياة" (١).

ولو أن الإسلام - بدلا من أن يتحجر على ماضيه - عاد إلى التصور القرآني لوحدة الديانات منذ أن نفخ الله من روحه في أدم عليه السلام وذلك بشريعة هي القاسم المشترك لكل عقيدة ولكل حكمة على المستوى العالمي، وبمعنى آخر: لو عاد الإسلام إلى أصالته القرآنية، ولو عاد (لاهوت التحرير) إلى أصالة رسالة السيد المسيح بعيداً عن عهود (لاهوت السيطرة)، فان هذه الجبهة العالمية سوف يتحقق لها النصر على هذا العالم الذي يخلو من الروح وهو عالم (وحدانية السوق) " (٢)

وهنا يعتقد الامير تشالز، وريث العرش البريطانى الذى يجعله منصبه هذا رئيساً فخرياً لكنيسة انجلترا، "ان بوسع المسيحيين تعلم امور كثيره من المسلمين". وفي خطاب متلفز القاه عام ١٩٩٣ في جامعة اكسفورد، لحظ تشارلز مآثر الإسلام للحضارة الغربية، حين قال: "يمكن للاسلام إن يعلمنا اليوم طريقة للفهم والعيش في العالم كانت المسيحية هى الخاسرة عندما فقدته. ذلك اننا نجد في جوهر الإسلام محافظته على نظرة متكاملة إلى الكون. فهو يرفض الفصل بين الانسان والطبيعه، وبين الدين والعلوم، وبين العقل والمادة. وقد حافظ على نظرة ميتافيزيقية وموحدة عن انفسنا، وعن العالم من حولنا" (٣).

وفي كتابه (الإسلام في الغرب) يعطي (روجيه جارودي) ادلة على عالمية الرسالة الإسلامية وانفتاحها حيث يقول: "ان الاُمّة الإسلامية هي منفتحة ـ بلا تمييز


(١) لا سكوت بعد -- اليوم - بول فيندلى- ص ٥٢
(٢) أمريكيا طليعة الإنحطاط- روجيه جارودى-ص٣٢ - ٣٣
(٣) لا سكوت بعد -- اليوم - بول فيندلى- ص ٥٥

<<  <  ج: ص:  >  >>