للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليهودية. وقد فاقت حماسة البعض منهم في تأييده عودة اليهود إلى فلسطين، كل تصور.

فحتى بداية القرن التاسع عشر كان اليهودي يصور في القصص الإنجليزي، إما على صورة (شايلوك) (١) أو (اليهودي التائه)، "غير أن روايتي (هارنغتون) التي صدرت عام ١٨١٧ لماريا ادجورت، و (ايفنهو) ١٨١١م، للسير (والتر سكوت) قدمتا مفهوماً جديداً لليهودي بإبرازه على أنه شخصية طيبة، حيث وجدت ثمة بادرة عابرة حملت بذرة هذا التغيير في رواية طوباياس كوليت (مغامرات فرديناند كونت فادم ـ ١٧٥٣) التي قدمت ميتاسا على أنه إسرائيلي سخي يمارس فعل الخير مع كلٍّ من اليهود والأمميين بطريقة سوية" (٢).

وقد ساهم في هذا التغيير عدد من الشعراء الكبار أمثال (جون ملتون، وكوليريدج، واللورد بايرون، ووليان بليك، ووليام وردزوورث، وروبرت براونينغ). "وكان من الروائيين (والتر سكوت) الذي ابتدع شخصية ربيكا في روايته الشهيرة (آيفنهو)، و (اسكندر دوماس) الابن الذي نادى بلسان إحدى بطلاته المسرحيات بوطن دائم للشعب اليهودي. أما (دزرائيلى)، الذي أصبح رئيسا للوزراء في بريطانيا، فقد ألف العديد من الروايات، تضمنت اثنتان منها، محتوى سياسياً صهيونياً واضحاً. وقد كان دزرائيلى من كبار المتحمسين للصهيونية" (٣).

وعندما جاء النصف الثاني من القرن التاسع عشر الميلادي تبنى كلاً من (روبرت براونتج) و (جورج اليوت)، قضية عودة اليهود إلى فلسطين. "فقد جاء في قصيدة براوتنج (يوم الصليب المقدس) عام ١٨٥٥ قوله:

سيرحم الله يعقوب

وسيرى إسرائيل في حماه


(١) راجع مسرحية تاجر البندقية - وليم شكسبير- ترجمة غازي جمال- دار القلم بيروت - ط١ ١٩٧٨
(٢) الشخصية اليهودية في الأدب الإنجليزي ـ د. هاني الراهب ـ ص ٥ - المؤسسة العربية للدراسات والنشر سنة ١٩٧٩.
(٣) الصهيونية غير اليهودية ـ د. ريجينا الشريف ـ ص ٩٧

<<  <  ج: ص:  >  >>