٩) الاستعانة بالسلطة أو المصادر الموثقة للتأكيد على صحة ادعائهم كما هو واضح من الإعلان التالي "ألف طبيب يؤكدون أن معجون (كذا .. ) يجعل الجلد أكثر رقة وحيوية وجمالاً"، فمن أين جاء الألف طبيب؟ وكيف أثبتوا صفات الحيوية والجمال؟؟ لكن ذكر طبيب كمصدر يستحق الثقة، يوهم الناس بصحة الإدعاء.
١٠) استغلال الظواهر السلبية عند العدو وتوسيع التناقضات الظاهرة.
ويضاف إلى هذه الأساليب والتقنيات أساليب أخرى تستخدم في عمليات الدعاية وغسل الدماغ، مثل الإيحاء والاستهواء والإقناع والتكرار والاستمرار في لفت النظر والتنويع المبتكر تجنياً للملل، ويراعى في كل ذلك الاختصار والسرعة والتوكيد والأحكام. وفي الواقع فإن كل هذه الأساليب والتقنيات المستخدمة في الدعاية وغسل الدماغ، تقوم على مبادئ رئيسة أهمها: محاولة الوصول إلى بؤرة الانتباه عن طريق جذب انتباه، ولفت نظر أكبر عدد ممكن من الجمهور، والاعتماد على الترغيب والتشويق والمبالغة وضرب الأمثلة وتقديم العينات، هذا بالإضافة إلى مبدأ مهم، وهو اختيار الأوقات المناسبة لعرض الأفكار والحقائق المتصلة بموضوع الدعاية وغسل الدماغ.
ومن العرض السابق اتضح لنا أن عملية غسل الدماغ، عملية صعبة ومعقدة تتطلب إلمام كبير بالنظريات والعلوم النفسية والاجتماعية، هذا بالإضافة إلى وجوب توفر كم هائل من المعلومات عن الشخص أو مجموعة الأشخاص الذي أو الذين يراد تعديل سلوكهم، أو نشر أفكار معينة بينهم (١)، لأن هذه المعلومات ستمكن القائمين بعملية غسل الدماغ من معرفة نقاط الضعف والقوة، التي يجب أن يركزوا جهودهم عليها، وبالتالي تمكنهم من اختيار الأساليب والوسائل التي تحقق أهدافهم.
وفي عصرنا الحاضر الذي تتصارع فيه فلسفات وأيدلوجيات وعقائد متعددة، تسعى كلاً منها إلى كسب مزيد من الأنصار إلى صفوفها، لعبت الدعاية وغسل الدماغ دوراً مهما في الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي،
(١) يوجد في أمريكا عشرات المراكز التي تقدم الدراسات اللازمة لصناع القرار عن المنطقة العربية والإسلامية، هذا بالإضافة إلى إسهامات المستشرقين والمبشرين قديماً وحديثاً.