للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتسم بالعنفوان، أو من خلال حركة تقوم هنا أو هناك، ما يوحي بأن هناك قوة قادمة يمكن أن تحل المشكلة أو تخفف بعض أوضاعها. وشخصية ابن لادن توحي بالكثير من الإعجاب، بتضحياته وزهده بالدنيا رغم توافرها بين يديه، وتبدى عنفوانه بأعمال عنف حتى خيل أنه إسقاط لعنفوان القوة الكبرى أميركا، وحولت الحماسة التمنيات إلى واقع، وهكذا استطاع هذا الرجل أن يحصل على الإعجاب والتأييد في العالم الإسلامي على امتداده، وربما أمكنه أن ينفذ إلى مجموعات من المتعلمين، لأن المسألة كانت عندهم هي الثأر بغض النظر عن المضمون (١). http://www.aljazeera.net/books/٢٠٠٣/٧/ - TOP

وهنا أعتقد من يسمون بالأفغان العرب، ودون دراسة للظروف الموضوعية التي تحقق فيها الانتصار في أفغانستان، أن انتصارهم على الاتحاد السوفيتي يمكن أن يحقق لهم انتصاراً على أميركا. وخلق هذا الانتصار حالة من العنفوان ابتعدت بهم عن الواقع، وكان أن حدثت هجمات سبتمبر، وكانت اللحظة الأولى بعدها، في العالم الإسلامي وغير الإسلامي وفي كل العالم المستضعف هي لحظة فرح، لأن العنفوان الأميركي سقط. وخاصة عندما رأى الناس ما لا يرونه إلا في السينما والمسرحيات، فرئيس الولايات المتحدة لا يملك أن ينزل بطائرته في واشنطن، ونائب الرئيس اختفى، وكذلك أغلب الإدارة الأميركية، حتى أن أمريكا مرت في ساعات من انعدام الوزن. كان هناك فرح ينطلق من معنى الثأر والشماتة، ولكن الولايات المتحدة استعادت المبادرة بسرعة، وعلمت كيف تستفيد من الأحداث وتحصل على أكبر مكسب من خلالها. وهذا ما حدث، فقد بادرت أميركا واتهمت الإسلاميين، واستغلت صورة ابن لادن الجاهزة في وسائل الإعلام، وكانت أفغانستان تحتضن ابن لادن والقاعدة، وبهذا أصبح كبش الفداء جاهزاً.

وكان يخيل للناس أن طالبان سوف تصمد، وأن أميركا سوف تغرق في وحول أفغانستان كما غرق الاتحاد السوفيتي. ولكن أميركا لم تدخل وحدها، فقد كان الأفغان المعارضون لطالبان جاهزين للعمل معها، في الوقت الذي انسحبت فيه باكستان، وتركت طالبان وحدها في مواجهة حرب عالمية فسقطت، ولا تزال الحرب


(١) أظهر استبيان أجرته الجزيرة على مدى اربعة ايام خلال الفترة من ٧ - ٩ - ٢٠٠٦ إلى ١٠ - ٩ - ٢٠٠٦ انقساما في موقف المشاركين تجاه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، حيث أيد ٤٩.٩% منهم بن لادن مقابل ٥٠.١%، وهذا يعني ان الناس بدأت تدرك الحقيقة؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>