للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالثوابت الفاتيكانية، ولا زال للفاتيكان تأثير على الدور السياسي للكاثوليك، حيث أن للكنيسة والقساوسة تأثيراً يفوق أحياناً الساسة العلمانيين. فقد حجب الكاثوليك اصواتهم عن روزفلت عندما طلب منهم القساوسة ذلك. وتحت تأثير الكنيسة تكتلوا في انتخابات عام ١٩٦٠ خلف المرشح الديمقراطي الكاثوليكي جون كيندي (١). وهذا يعني أن المجال مفتوح لعمل إسلامي - كاثوليكي مع الفاتيكان مباشرة ومع الكتيسة الكاثوليكية الأمريكية، من أجل بلورة جوامح مشتركة ضد الصهيونية المسيحية وأهدافها في فلسطين والمنطقة العربية. ويؤكد إمكان هذا العمل وقائع الإجتماع الذي عقده الكاردينال كوك في بيروت مع عدد من أعضاء مجلس النواب اللبناني، فقد توجه الكاردينال إلى الأعضاء المسيحيين منتقدا بشدة الإتصال المسيحي اللبناني مع إسرائيل، وقال لهم:"إن الولايات المتحدة هي أكبر دولة في العالم، لم تتمكن من التعامل مع إسرائيل على قاعدة الأخذ والعطاء، فإسرائيل تأخذ ولا تعطي" وحذرهم من أن الاتصال الذي تم مع إسرائيل يمكن أن يكون خطأ، ولكن إذا تكرر أو تواصل فإنه يصبح جريمة (٢).

الكنيسة الأرثوذكس

الأرثوذكس هم أتباع الكنيسة الشرقية التي كان مقرها في القسطنطينية، حيث ينتشر أتباعها في البلاد العربية واليونان وروسيا والبلقان. "وقد انفصلت هذه الكنيسة عن الكنيسة الكاثوليكية أيام ميخائيل كارولا ديوس بطريرك القسطنطينية في عام ١٠٥٤م، وهي الآن مؤلفة من عدة كنائس متفرقة" (٣). وأسباب انقسام الكنيسة إلى شرقية وغربية "يرجع إلى تساهل كنيسة روما (٤) الكاثوليكية - لتجذب لها الجرمان واللادينيين - فأحلت لهم أكل الدم المخنوق وأباحت للرهبان أكل دهن الخنزير وغير ذلك من الأمور التي لم تقبلها الكنائس


(١) المسيح اليهودي - رضا هلال - مكتبة الشروق الدولية- ص١٧٤
(٢) الصهيونية المسيحية محمد السماك ص ١٦٦ - دار النفائس - ط٣ ٢٠٠٠
(٣) سلسلة مقارنة الأديان - د. أحمد شلبى - ج٢ (المسيحية) - ص ٢٣٩
(٤) يقول أمام المعتزلة القاضي عبد الجبار: إن النصرانية عندما دخلت روما لم تنصر روما، ولكن النصرانية ترومت.

<<  <  ج: ص:  >  >>