مدة وهو من الموحدين [بما] استوجبه ولم يجب عليه الخلود في النار لكونه من أهل الإيمان وقسم وجب عليه الخلود في النار لكونه من الكفار فهؤلاء الأصناف إذا مرّوا على الصراط كان المؤمنون الناجون متباطئين في سرعة الجواز فمنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح إلى آخره فيقطعون الصراط ويسيرون إلى الحوض، وأما الكفار [فينقطعون] بين الصراط في إدراك النار فلا يقطعون ظهر الصراط حتى يلج الجمل في سم الخياط. وأما عصاة الموحدين الذين قضى اللَّه عليهم مدة بالعذاب في النار فإنهم إذا مروا على الصراط تخطفهم الكلاليب وتجتذبهم إلى النار فمنهم من يغمس فيها غمسا ثم يخرج ومنهم من يبقى فيها ساعة وساعات إلى آخر من يخرج من النار. قوله -صلى اللَّه عليه وسلم- في الحديث:"فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم أشد مناشدة للَّه يوم القيامة في استيفاء الحق من المؤمنين للَّه يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار" الحديث، وفي رواية في استقصاء الحق بالصاد للكافة وعند بعضهم بضاد معجمة وعند السمرقندي في استيصاء الحق ولا وجه له [وعند] العذري والشجري، استيفاء الحق كما في رواية الكتاب والأول أولى. [واعلم] أن هذه وهي استيفاء الحق ضبطت على أوجه: أحدها استيضاء بتاء مثناة من فوق ثم مثناة من تحت ثم ضاد معجمة. والثاني بحذف المثناة من تحت، والثالث استيفاء بإثبات المثناة من تحت وبالفاء بدل الضاد. والرابع استقصاء بمثناة من فوق ثم قاف ثم صاد مهملة فالأول موجود في [كثير] من الأصول ببلادنا والثاني هو الموجود في أكثرها والثالث