للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

في بعضها وهو الموجود في الصحيحين لعبد الحق والرابع في بعضها ولم يذكر القاضي غيره، وجميع الروايات التي ذكرناها صحيحة ولكل منها معنى حسن وفيه كلام مطول في تفسير كل رواية واللَّه أعلم. قوله: "فيقال لهم أخرجوا من عرفتم فتحرّم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا" الحديث، أخرجوا من الإخراج خطابا للملائكة، وتقدم الكلام على تحريم الصور على النار وعلى دارات الوجوه وعلى السبعة أعضاء التي أمر بالسجود عليها.

قوله: "فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه" الحديث، فحديث أبي سعيد الخدري هذا بيّن في أن الإيمان يزيد وينقص كما تقدم عن العلماء وهو مذهب أهل السنة فإن قوله: "أخرجوا من في قلبه مثقال دينار نصف دينار وذرة" يدل على ذلك.

وقوله: "من خير" يريد به من إيمان أي من أعمال الإيمان التي هي أعمال الجوارح فيكون فيه دلالة على أن الأعمال الصالحة من شرائع الإيمان. ومنه قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} (١)، وقد قيل أن المراد في هذا الحديث أعمال القلوب كأنه يقول: أخرجوا من عمل عملا بنية من قلبه لقوله صلى اللَّه عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات" [وضرب بمثقال الذرة المثل لأقل الخير فإنها أقل المقادير. وقوله تعالى: "من كان في قلبه ذرة" هذا


(١) سورة البقرة، الآية: ١٤٣.