للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

دليل على أنه لا ينفع من العمل إلا ما حضر له القلب وصحبته نية] (١). وقال القاضي عياض (٢): قيل معنى الخير المذكور في الحديث هنا اليقين. قال: والصحيح أن معناه شيء زائد على مجرد الإيمان لأن مجرد الإيمان الذي هو التصديق لا يتجزأ وإنما يكون هذا التجزِّي لشيء زائد عليه من عمل صالح أو ذِكر خفيّ أو عمل من أعمال القلب من شفقة على مسكين أو رقة على يتيم أو خوف من اللَّه تعالى، فما هي من أفعال القلب دون الجوارح، وسماها إيمانا لكونها في محل الإيمان، والدليل على أنه أراد بالإيمان ما قلنا ولم يرد مجرد الإيمان الذي هو التوحيد ونفي الشرك والإخلاص بقوله: لا إله إلا اللَّه، [ما في] الحديث، ثم هو بعد ذلك يقبض قبضة فيخرج قوما لم يعملوا خيرا قط يريد إلا التوحيد المجرد عن الأعمال، وقد جاء مبينا فيما رواه الحسين عن أنس في حديث مطول في الشفاعة وفيه: فأقول يا رب ائذن لي فيمن قال: لا إله إلا اللَّه. قال: ليس ذلك لك أو قال ليس ذاك إليك، وعزتي وكبريائي وعظمتي وكبريائي لأخرجن من قال لا إله إلا اللَّه [قاله النووي في شرحه] (٣).

قوله [أي اللَّه عز وجل]: "ثم يقول ارجعوا" خطابا للملائكة كما تقدم.


(١) حصل تقديم في النسخة الهندية، وأدرجت قبل قوله: (وقد قيل أن المراد في هذا الحديث أعمال).
(٢) إكمال المعلم بفوائد مسلم (١/ ٥٦٦)، شرح النووي على مسلم (٣/ ٣١).
(٣) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.