للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله تعالى: "فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه" الحديث، وضرب بمثقال الذرة المثل لأقل الخير فإنها أقل المقادير. وقوله تعالى: "من كان في قلبه مثقال ذرة" هذا دليل على أنه لا ينفع من العمل إلا ما حضر له القلب وصحبته نية كما تقدم، وفيه دليل أيضًا على زيادة الإيمان ونقصانه كما تقدم أيضًا، وهو مذهب أهل السنة ومثقال الذرة من الخير ما يزن كذا، [والمراد بالذرة واحدة الذر وهو] (١) [والذر] النمل الصغير الأحمر واحدته ذرة. قال اللَّه تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} (٢)، وسئل ثعلب عنها فقال: إنّ مائة نملة وزن حبة والذرة واحدة منها وليس لها وزن. ويحكى أن رجلا وضع خبزا حتى علاه الذر وستره ثم وزنه فلم يزد شيئا. وهو أصغر ما يكون إذا مر عليها حول لأنها تصغر وتجري كما تفعل الأفعى. وروي عن ابن عباس أنه قال: الذرة رأس النمل.

وقال صاحب المغيث (٣): قال بعض العلماء: الشعيرة أربع رزات والرزة أربع سمسمات والسمسمة أربع خردلات والخردلة أربع ورقات نخالة والورقة أربع ذرات، وقد تشبه أجزاء الغبار التي ترى عند طلوع الشمس في الكوة بالذرات والذرة النملة الحمراء. وقال يزيد بن هارون: زعموا أن الذرة ليس لها وزن، وتقدم ذلك أيضًا عن ثعلب، وذكر عن بعضهم قال: وضعت


(١) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٢) سورة النساء، الآية: ٤٠.
(٣) المجموع المغيث (١/ ٦٩٦ - ٦٩٧).