للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كذا وكذا ذرة في كفة الميزن فلم تترجح [بها]. وقال آخر وضعت خبزا فغشيته النمل بحيث عمّته فوزنته [مع النمل ثم نقيته فوزنته] فما نقص من وزنه شيء، وتقدم ذلك لكن هذه العبارة أوضح. وقيل الذرة ليس [لها] في الدنيا وزن أصلا فأخبر اللَّه تعالى أنه يحاسب في الآخرة بما لا وزن له في الدنيا، اهـ.

تنبيه: ورد في حديث آخر (١): أخرجوا من النار من وجدتم في قلبه مثقال حبة [من] (٢) خردل من إيمان أو كما ذكر، والحبة بفتح الحاء واحدة الحب المأكول من الحنطة ونحوها، والخردل نبات معروف، قال الخطابي (٣): الحبة من الخردل مثل ليكون عيارا في المعرفة وليس بعيار في الوزن لأن الإيمان ليس بجسم يحصره الوزن أو الكيل، اهـ. ولكن ما يشكل في العقول قد يرد إلى عيار المحسوسات ليعلم ومعنى الحديث أنه يدخل الجنة من كان في قلبه أقل قدر من الإيمان؛ والمراد من الخير الإيمان إذ هو أصل [الخيور] ولا خير أعظم منه. قال النووي (٤): قال العلماء: المراد بحبة الخردل زيادة على أصل التوحيد: وقد جاء في الصحيح بيان ذلك ففي رواية أخرجوا من قال لا إله إلا اللَّه وعمل من خير ما يزن كذا، ثم بعد هذا يخرج منها من لم يعمل خيرا قط غير التوحيد.


(١) صحيح البخاري (٢٢)، ومسلم (١٨٤) عن أبي سعيد الخدري -رضي اللَّه عنه-.
(٢) سقطت هذا اللفظ من النسخة الهندية.
(٣) فتح الباري (١/ ٧٣)، الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (١/ ١١٧).
(٤) الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (١/ ١١٧).