الفوائد له (١) قال: حدثنا أبو نصر محمد بن إسحاق الرشادي فذكره إلى أن قال: حدثنا نعيم بن الحكم بن أبان عن أبيه عن أبي قلابة: قال كان لي ابن أخ يتعاطى الشراب فمرض فبعث إليّ ليلا أن ألحق به فأتيته فرأيت أسودين قد دنيا من ابن أخي فقلت إنا للَّه وانا إليه راجعون، هلك ابن أخي فاطلع أبيضان من الكوة التي في البيت فقال أحدهما لصاحبه انزل إليه فلما [تنحى] الأسودان فجاء فشم فاه فقال ما أرى فيه ذكرا ثم شم بطنه فقال ما أرى فيه صوما ثم عاد فشم رجليه فقال ما أرى فيهما صلاة. فقال له صاحبه: إنا للَّه وإنا إليه راجعون رجل من أمة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- ليس له من الخير شيء؟ ويحك عدُ فانظر. فعاد فشم فاه فقال: ما أرى فيه ذكرا ثم عاد فشم بطنه فقال ما أرى فيه صوما ثم عاد فشم رجليه فقال: ما أرى فيهما صلاة فقال ويحك رجل من أمة محمد ليس معه من الخير شيء؟ اصعد حتى أنزل أنا، فنزل الآخر فشم فاه وقال: ما أرى فيه ذكرا ثم شم بطنه فقال ما أرى فيه صوما ثم شم رجليه فقال: ما أرى فيهما صلاة. قال: ثم عاد فأخرج طرف لسانه فشم لسانه ثم قال: اللَّه أكبر، أراه قد كبر تكبيرة بأنْتَاكيِةَ يريد بها وجه اللَّه تعالى. قال: ثم فاضت نفسه وشممت في البيت رائحة المسك، فلما صليت الغداة قلت لأهل المجلس هل لكم في رجل صالح من أهل الجنة، وحدثتهم حديث ابن أخي فلما بلغت ذكر أنتاكية قالوا: ليست بأنتاكية هي أنطاكية. قلت: لا واللَّه لا أسمِّيها إلا كما سمّاها الملك، اهـ. قال: فهذه تكبيرة أراد بها وجه اللَّه زائدة
(١) بحر الفوائد (المشهور بمعاني الأخبار) للكلاباذي (٦٠٩).