للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أشياء من ذهب أو غير ذلك تعلق في أعناقهم علامة يعرفون بها، قال: ومعناه تشبيه صفاتهم وتلألئهم باللؤلؤ واللَّه أعلم. وفي حديث أبي هريرة: يكتب على جباههم عتقاء الرحمن وهذا يعارض. ووجه الجمع بين الحديثين أن يكون بعضهم سيماهم في وجوههم وبعضهم سيماهم في رقابهم وقد يعبر بالرقبة عن جملة الشخص، قال تعالى: {فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ} (١)، وقال -صلى اللَّه عليه وسلم- في حديث الخيل: "ولم ينس حق اللَّه في رقابها وظهورها" [فعبر] برقابها عن جملتها. فإن قيل: كيف سألوا محو ذلك ذلك الاسم عنهم وهو اسم شريف لأنه سبحانه وتعالى أضافهم إليه، وقد جاء في حديث المتاحبون في اللَّه تعالى فيكون في جباههم هؤلاء المتحابون في اللَّه تعالى ولم يسألوا محوه. فالجواب أنهم إنما يسألوا محو ذلك بخلاف المتحابين في اللَّه تعالى لأنه أنِفوا أن يُنسبوا إلى جهنم التي هي دار الأعداء واستحيوا من إخوانهم من أجل ذلك فلما منّ اللَّه عليهم بدخول الجنة أرادوا كمال الامتنان بزوال هذه النسبة عنهم. وروي في حديث: أنهم إذا دخلوا الجنة قال أهل الجنة هؤلاء الجهنميون فعند ذلك يقولون إلهنا لو تركتنا في النار كان أحب إلينا من العار فيرسل اللَّه تعالى ريحا من تحت العرش يقال لها المسرة فتهب على وجوههم فتمحو الكتابة [وتزيدهم] بهجة وجمالا، اهـ، قاله في الديباجة. [تتمة. قال القرطبي (٢): وذكر الكلابادي أبو بكر محمد بن إبراهيم في بحر


(١) سورة النساء، الآية: ٩٢.
(٢) التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة (ص: ٧٨٥).