للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النهاية (١). وتقدم الكلام على حميل السيل والحِبة مبسوطا في الحديث قبله. قوله: "ألا ترونها تكون إلى الحجر أو إلى الشجر ما يكون إلى الشمس أُصَيْفِر وأخيضر وما يكون منها إلى الظل يكون أبيض" الحديث، أمّا يكون في الموضعين الأولين فتامة ليس لها خبر معناها ما يقع وأصيفر وأخيضر مرفوعان، وإما يكون أبيض [فتكون] ناقصة وأبيض منصوب وهو خبرها.

لطيفة. قوله: "أصيفر"، الاصفرار من جنس ألوان الرياحين ولهذا يسر الناظرين، وقد قال اللَّه تعالى: {إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ} (٢)، وسيد رياحين الجنة الحناء وهو أصفر وملتوية أي منعطفة منثنية وذلك أيضًا يزيد الريحان حسنا يعني اهتزازه وتميله أي الذي في قلبه مثقال حبة من إيمان يخرج من ذلك الماء نضرا حسنا متنشطا متبخترا كخروج هذه الريحانة من جانب السيل صفراء متميلة، انتهى، قاله الكرماني (٣).

قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتيم" الحديث. أما اللؤلؤ فمعروف وفيه أربع قراءات في السبع جهمزتين في أوله وآخر وبحذفهما وبإثبات الهمز في أوله دون آخره وعكسه، وأما الخواتم فجمع خاتم بفتح التاء وكسرها ويقال خيتام وخاتام، قال صاحب التحرير المراد بالخواتيم هنا


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (٣/ ١٠).
(٢) سورة البقرة، الآية: ٦٩.
(٣) الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (١/ ١١٧).