للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

اسودت وجوههم هم الذي يقال لهم أكفرتم بعد إيمانكم؟ فاقتضى ذلك أن كل مؤمن يبيض وجهه وأن كل من ابيض وجهه خالد في رحمة اللَّه. وأما الكافر فيسود وجهه، فهذا مما يقوّي في نفسك أن سواد الوجوه لا يكون إلا للكافرين فكل مؤمن يبيض وجهه بحمد اللَّه تعالى وبه قال أبي بن كعب واختاره الطبري (١). وقال الحسن: السود وجوههم هم المنافقون وهو تنصيص على بعض الكفار. وقال مالك بن أنس: هم أهل الأهواء. وقال ابن عباس (٢): تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة. وفي الحديث ما يؤيده، والمراد بأهل الأهواء وأهل البدعة من يقدح هواهم [وبدعتهم] في الإيمان. ومما يقوي في نفسك وجوه المؤمنين أيضًا قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨)} (٣)، الآية. يريد سبحانه وتعالى بذلك وجوه المؤمنين، يدل على ذلك قوله سبحانه وتعالى عقب ذلك: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (٤٠)} (٤) الآية، وقوله سبحانه وتعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ} (٥) الآية. {وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ} (١) الآية،


(١) تفسير الطبري (٥/ ٦٦٦) وقال وأولى الأقوال التي ذكرناها في ذلك بالصواب القول الذي ذكرناه عن أبي بن كعب أنه عنى بذلك جميع الكفار.
(٢) تفسير ابن أبي حاتم (٣٩٥٠)، تفسير الثعلبي (٣/ ١٢٤)، تفسير القرطبي (٤/ ١٦٧)، تفسير ابن كثير (٢/ ٩٢).
(٣) سورة عبس، الآية: ٣٨.
(٤) سورة عبس، الآية: ٤٠.
(٥) سورة يونس، الآية: ٢٦.