للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء. وقال عياض (١): هذه إشارة إلى كثرة العدد وغاية الكثرة من باب قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يضع العصى عن عاتقه" واللَّه أعلم. قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من شرب منه لم يظمأ أبدا" أي يعطش أبدا، والظمأ مهموز مقصور كما ورد به القرآن العزيز وهو العطش. وقال القاضي عياض (٢): ظاهر هذا الحديث أن الشرب من الحوض يكون بعد الحساب والنجاة من النار، فهذا هو الذي لم يظمأ بعده. قال: وقيل لا يشرب منه إلا من قدر له السلامة من النار، ويحتمل أن من شرب منه من هذه الأمة وقدر عليه [دخول] (٣) النار لا يعذب فيها بالعطش بل يكون عذابه بغير ذلك لأن ظاهر الحديث أن جميع الأمة تشرب منه إلا من ارتد وصار كافرا. قال: وقد قيل أن جميع المؤمنين من الأمم آخذون كتبهم بأيمانهم ثم يعذب اللَّه من شاء من عصاتهم، وقيل إنما يأخذه بيمينه الناجون خاصة. قال القاضي: وهذا مثله، وقد روي في الحديث: من ورد شرب، فهذا صريح في أن الواردين كلهم يشربون وإنما يمنع منه الذين يذادون ويمنعون الورود لارتدادهم وسيأتي بيان ذلك قريبا في هذا الباب واللَّه أعلم. [قال أبو العباس القرطبي (٤): ظاهره أن ذلك إنما يكون بعد النجاة من النار وأهوال القيامة


(١) شرح النووي على مسلم (١٥/ ٥٦).
(٢) انظر: إكمال المعلم (٧/ ٢٥٧). شرح النووي على مسلم (١٥/ ٥٤).
(٣) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٤) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (١٩/ ٢٨).