للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لأن الوصول إلى ذلك المحل الشريف والشرب منه والوصول إلى موضع يكون فيه النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ولا يمنع [منه] من أعظم الإكرام وأجل الإنعام ومن انتهى إلى مثل هذا كيف يعاد إلى حساب أو يذوق بعد ذلك [تنكيل] العذاب، فالقول بذلك أوهى من السراب، اهـ، قاله في الديباجة] (١).

تنبيه: اعلم أن القرطبي وغيره صححوا أن للنبي -صلى اللَّه عليه وسلم- حوضين: أحدهما في الموقف قبل الصراط والثاني في الجنة، وكلاهما يسمى كوثرا والكوثر في كلام العرب الخير الكثير، وذهب صاحب القوت وغيره إلى أن حوض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إنما هو بعد الصراط ومنهم من قال: هو حوض واحد، اهـ. فإذا جاز المؤمنون المخلصون الصراط وردوا حوض النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولكل نبي حوض ورد ذلك في الترمذي: ترد عليه أمته لكل نبي على [قدره و] قدر تبعه. وقال [البكري] المعروف بابن الواسطي لكل نبي حوض إلا صالحا فإن حوضه ضرع ناقته، اهـ، إلا أن حوض نبينا [محمد] (٢) -صلى اللَّه عليه وسلم- أعظم ماء وأكثر أكوابًا وأعظم واردًا، فإذا شرب المؤمنون منه وجدوا من اللذة والبرد والراحة من ألم الموقف والاستبشار بالخلاص من يوم القصاص والصعق وإلى نعيم الجنان ما تسري لذته في حبة الجَنَان. قال القاضي عياض (٣): واعلم أن


(١) حصل تقديم لهذه العبارة في النسخة الهندية، وأدرجت بعد قوله: (فهذا هو الذي لم يظمأ بعده. قال: وقيل لا يشرب منه إلا من قدر له السلامة من النار).
(٢) سقطت هذا اللفظ من النسخة الهندية.
(٣) انظر: إكمال المعلم (٧/ ٢٦٠). شرح النووي على مسلم (١٥/ ٥٣).