للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} " الحديث، في هذا الحديث فضيلة أهل بدر والحديبية. وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لا يدخل النار إن شاء اللَّه" الحديث. قال العلماء: معناه لا يدخلها أحد منهم قطعا كما صرح به في حديث حاطب وإنما قال: إن شاء اللَّه للتبرك لا للشك، وأما قول حفصة: ما قالت وقد قال اللَّه: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} الآية، فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: قال اللَّه: {ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا} (١) ففيه دليل للمناضرة والاعتراض، والجواب على وجه الاسترشاد وهو مقصود حفصة لا أنها أرادت ردّ مقالتِه -صلى اللَّه عليه وسلم-. وقد اختلف أهل العلم في معنى الورود هاهنا: فقال ابن عباس: هو الدخول، والضمير في قوله: واردها للنار وإليه ذهب الأكثرون. وقالوا: النار يدخلها البر والفاجر ثم ينجي اللَّه الذين اتقوا، الآية، والنجاة إنما تكون بعد الدخول، والصحيح أن المراد بالورود في الآية المرور على الصراط وهو جسر منصوب على جهنم فيقع فيها أهلها وينجو الآخرون. وقوله تعالى: {وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (٧٢)} (٢) أي نترك الذين ظلموا في النار جاثين على الرُّكب، أي جالسين عليها.

٥٤٩١ - وعن أبي سمية قال اختلفنا في الورود فقال بعضنا لا يدخلها مؤمن وقال بعضنا يدخلونها جميعا ثم ينجي اللَّه الذين اتقوا فلقيت جابر بن عبد اللَّه فقلنا إنا اختلفنا ههنا في الورود فقال تردونها جميعا فقلت له إنا اختلفنا في ذلك فقال بعضنا لا يدخلها مؤمن وقال بعضنا يدخلونها جميعا


(١) سورة مريم، الآية: ٧٢.
(٢) سورة مريم، الآية: ٧٢.