للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأثير: جنبة الوادي بفتح النون جانبه وناحيته وإما إرسال الأمانة والرحم فهو لعظم أمرهما وكبير موقعهما فتُصوّران مشخّصتين عند الصراط على الصفة التي يريدها اللَّه تعالى: ويقومان بقربه فإنه ممر الصالح وعليه يمر الداني والقاصي يشهد أن للأمين والواصل على الخائن والقاطع واللَّه أعلم. وقال صاحب التحرير في الكلام اختصار والسامع فهم أنهما يقومان ليطالبا كل من يريد الجواز بحقهما، ا هـ. قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فيمرّ أولكم كالبرق" فذكره إلى أن قال: "ثم كمرِّ الريح ثم كمرِّ الطير وشد الرجال تجري بهم أعمالهم" فهو كالسفير لقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فيمر أولكم كالبرق ثم كالريح، معناه أنهم يكونون في سرعة المرور على حسب مراتبهم وأعمالهم (١) وأما شدّ الرجال فهو بالجيم جمع رجل هذا هو الصحيح المشهور المعروف، ونقل القاضي عياض (٢) أنه في رواية ابن هامان بالحاء، قال القاضي: وهما متقاربان في المعنى، وشدها عدوها البالغ وجريها. وقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا" بسكون الحاء أي مشيا على اليد كمشي الطفل أول أمره، ويقال منه زحف وأزحف وزحفوا إليهم في القتال مشوا إليهم قليلا قليلا تشبيها بذلك ويزحفون على إستاهم في خبر اليهود، قاله عياض. قال ابن دريد وغيره الزحف هو المشي على الإست مع إشرافه بصدره، ا هـ. قوله: "وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به"


(١) شرح النووي على مسلم (٣/ ٧٢).
(٢) إكمال المعلم بفوائد مسلم (١/ ٥٨٥)، وانظر: مطالع الأنوار على صحاح الآثار (٣/ ١٢٥).