للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥٥١٤ - وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة. رواه البزار (١) ورواته رواة الصحيح.

قوله: "وعن أنس بن مالك" تقدم الكلام على مناقبه. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الرجل ليشفع للرجلين والثلاثة" الحديث. قال في حادي القلوب: ومما يجلبه الموت على الإسلام من المنافع أن يصير المؤمن شافعا لغيره وقد صح أن المؤمنين يشفعون يوم القيامة إلا أنهم مرتبون في الشفاعة بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإذا شفع الأنبياء شفع العلماء والشهداء والصديقون على ترتيب [نبيهم] (٢)، أيضا وفي الحديث يشفع الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء. واعلم أن المؤمن يشفع على قدر عمله كما ثبت في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يقال للرجل قم يا فلان فاشفع فيقوم الرجل فيشفع للقبيلة ولأهل البيت وللرجل والرجلين على قدر عمله؛ ولقد أخبر [النبي] (٣) -صلى الله عليه وسلم- أن في أمته من يشفع لأكثر من ربيعة ومضر وبيّن أنه عثمان بن عفان -رضي الله عنه- كما تقدم في الحديث قبله وكذا جاء في الحديث من طرق أن كل واحد من السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب يشفع في سبعين ألفا وقد صح في السبعين ألفا الأولين أنهم لا يرقون ولا يسترقون ولا


(١) مسند البزار = البحر الزخار (٦٩٢١)، وأخرجه ابن خزيمة في التوحيد (إتحاف المهرة ٧٥١)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٣٨٢) رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (٣٦٤٨).
(٢) في حاشية النسخة الهندية علّق على هذه الكلمة بقوله: (لعلّها: بينهم).
(٣) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.