يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون، فإذا [ثبتت] الشفاعة في العدد الكثير لأرباب التوكل حتى أن المتوكل الموصوف بهذا الوصف يشفع في سبعين ألفا [فرُبّ ثبوت الشفاعة لغير المتوكلين من أرباب الأخلاق المرضية والأحوال السنيّة بالرضى والمحبة والأنس والمعرفة ونحو ذلك. ثم إن المتوكل الموصوف في الحديث يشفع في سبعين ألفًا](١) كما [مقرر] فمن وجد منه التوكل إلا أنه دون المذكور في الحديث لا يكاد يخلو من الشفاعة في عدد يناسب مقدار توكله وهذا معنى ما تقدم من كون المؤمن يشفع على قدر عمله وعلى هذا فلا يكاد مؤمن يخلو من توكل يقع منه في عمره ولو مرة واحدة.
وبالجملة فالفضل الربّاني جزيل والمؤمن لا يخلو حاله إما أن يكون شافعا أو مشفوعا فيه أو متغمدا بالرحمة مُغاثا بالمغفرة فالحمد لله على ما منّ به من الإيمان وثمراته ونسأله أن يختِم لنا به ويثبتنا عليه ويحقق لنا حقائقه ويوفقنا للعمل بما يحققه ويتقبل منا بفضله وكرمه فابسط يا حبيبي أملك الحسن في رحمة الله تعالى فإنك لا تخيب مع وجود الشفاعات من الأنبياء والمرسلين وعلماء الدين والشهداء والصديقين والخواص الصالحين وعموم المؤمنين بل شفاعة سيدنا وحبيبنا ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- لمغنية لنا بحمد الله تعالى عن شفاعة غيره، والظاهر أن [شفاعات] المؤمن إنما تكون [إظهارًا] لفخرهم ورفعا لقدرهم. فيشفع النبي -صلى الله عليه وسلم- أولا الشفاعة العامة ثم غيرها من الشفاعات المهمات، ويشفع الأنبياء والرسل