عليهم الصلاة والسلام ثم يؤذن لمن سواهم من خواص المؤمنين ثم لمن دونهم من العوام في الشفاعة فإذا أخذوا نصيبهم من الشفاعات وظهرت مقاديرهم وتفضلاتهم شفع النبي -صلى الله عليه وسلم- أيضًا فيمن بقي من العصاة على حسب ما يؤذن لي في ذلك ثم يخرج الله تبارك وتعالى بعد ذلك من النار من قال لا إله إلا الله كما ثبت في الحديث، ويحثِي سبحانه ثلاث حثيات وهم قوم علم منهم الإيمان ولم يعملوا حسنة قط بحيث لا يوجد لهم شيء يبعث على شفاعة الشافعين. واعلم أن الشفاعات تقع في المذنبين بسبب خصال الخير وإن قلت حتى أن الرجل من أهل الجنة ليطلع على أهل النار فيناديه رجل من أهل النار هل تعرفني، فيقول: لا والله ما أعرفك، الحديث. وقد تقدم أن الله سبحانه وتعالى يغفر للعبد بالخصلة الواحدة من خصال الخير فمن حصلت له خصلة واحدة إن فاتته المغفرة ابتداء لم تفُته بواسطة الشفاعة [ولله سبحانه وتعالى الحمد والمنة]. اهـ.
٥٥١٥ - وروي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يوضع للأنبياء منابر من نور يجلسون عليها ويبقى منبري لا أجلس عليه أو قال لا أقعد عليه قائما بين يدي ربي مخافة أن يبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي فأقول يا رب أمتي أمتي فيقول الله عز وجل يا محمد ما تريد أن أصنع بأمتك فأقول يا رب عجل حسابهم فيدعى بهم فيحاسبون فمنهم من يدخل الجنة برحمته ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي فما أزال أشفع حتى أعطى صكاكا برجال قد بعث بهم إلى النار حتى إن مالكا خازن النار ليقول يا محمد ما