للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "اتقوا النار. قال: وأشاح ثم قال: اتقوا النار. ثم أعرض وأشاح ثلاثا حتى ظننا أنه ينظر إليها"، الحديث. أشاح بشين معجمة وحاء مهملة مهملة معناه حذر النار كأنه ينظر إليها، وقال الفراء: المشيحُ على معنيين: المقبل إليك والمانع لما وراء ظهره، قال: وقوله: أعرض وأشاح أي أقبل، انتهى، قاله الحافظ ومعنى أعرض وأشاح هنا أي كأنه كان ناظرا إلى النار التي كان يذكرها قبل، فأعرض عنها [وهو معنى أشار باليد] [حذرا منها وهو معنى أشاح، قاله عياض (١).

وقال الخطابي (٢) أشاح بوجهه إذا صرفه عن الشيء فعل الحَذِر منه الكاره له كأنه -صلى الله عليه وسلم- كان يرها ويحذر وهَج سعيرها فنحى وجهه عنها، انتهى] (٣). والمشيح الحذر والجادّ في الأمر فيجوز أن يكون أشاح لأحد هذه المعاني أي حذر النار كأنه ينظر إليها أو جدّ على الإيصاء باتقائها أو أقبل إليك في خطابه ومنه في صفته إذا غضب أعرض وأشاح، قاله في النهاية (٤).

٥٥٢٦ - وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال لما نزلت هذه الآية: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (٢١٤)} (٥) دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قريشًا فاجتمعوا فعم وخص فقال يا بني كعب بن لؤي أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب أنقذوا أنفسكم من


(١) مشارق الأنوار على صحاح الآثار (٢/ ٧٤) إكمال المعلم بفوائد مسلم (٣/ ٥٣٩).
(٢) الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري (٢١/ ١٧٧).
(٣) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.
(٤) النهاية في غريب الحديث والأثر (٢/ ٥١٧).
(٥) سورة الشعراء، الآية: ٢١٤.