للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

٥٥٢٩ - وفي رواية لمسلم (١) إنما مثلي كمثل رجل استوقد نارًا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب يقعن فيها وجعل يحجزهن ويغلبنه فيتقحمن فيها. قال فذلكم مثلي ومثلكم وأنا آخذ بحجزكم عن النار هلم عن النار هلم عن النار فيغلبوني ويقتحمون فيها.

قوله: "وعن أبي هريرة" تقدم الكلام على ترجمته. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد نارًا فجعل الدواب والفراش يقعن فيها. فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقتحمون فيها" الحديث. فقوله: "مثلي ومثل أمتي" هو بفتح الميم أي صفتي وصفة أمتي. وقوله: "كمثل رجل استوقد نار" بمعنى أوقد نارا [وقيل: استوقدها بمعنى أوقد] والسين والتاء زائدتان كما هو مذكور في الحديث الآخر وهو حديث جابر كمثل رجل أوقد نارا. قال الله تعالى: {كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا} (٢) بمعنى أوقد.

قوله: "فجعل الدواب والفراش يقعن فيها"، الفراش دواب مثل البعوضة واحدتها فراشة وهي التي تطير وتتهافت في السراج أي تسقط فيه بسبب ضعف إبصارها فهي بسبب ذلك تطلب ضوء النهار فإذا رأت المسكينة السراج بالليل ظنت أنها في بيت مظلم وأن السراج كوة في البيت المظلم إلى الموضع المضيء [ما تزال تطلب الضوء وترمي نفسها إلى الكوة فإذا جاوزتها ورأت الظلام ظنت أنها لم تصب الكوة و] لم تقصدها على السداد


(١) صحيح مسلم (١٨) (٢٢٨٤).
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٧.