للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأمر الضيق لجاجا ويعبر به عن الهلاك وإلقاء النفس في المهالك وتعريضها لها قصدا ولجاجا، قاله عياض (١). قال النووي (٢): مقصود الحديث أنه -صلى الله عليه وسلم- شبه تساقط الجاهلين والمخالفين بمعاصيهم وشهواتهم في نار الآخرة وحرصهم على الوقوع في ذلك مع منعه إياهم وقبضه على مواضع المنع منهم بتساقط الفراش في نار الدنيا لهواه وضعف تمييزه فكلاهما حريص على هلاك نفسه ساع في ذلك بجهله. وقال أبو العباس القرطبي (٣): وهو مثل لاجتهاد نبينا -صلى الله عليه وسلم- في نجاتنا وحرصه على تخليصنا من الهلكات التي بين أيدينا ولجهلنا بقدر [ذلك] وغلبة شهواتنا علينا، اهـ. قوله -صلى الله عليه وسلم- في رواية مسلم: "إنما مثلي كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب يقعن فيها" تقدم معنى ذلك.

وأما قوله: "فلما أضاءت" الإضاءة فرط الإنارة من الضوء وأضاء جاء متعديا ولازما. قوله: "فجعل يحجزهن ويغلبنه" الحجز المنع. قوله: "فيتقحمن فيها" يتقحمن بياء مثناة من تحت ثم مثناة من فوق ثم قاف مفتوحة ثم حاء مهملة مفتوحة مشددة والتقحم الإقدام والوقوع في الأمور الشاقة بغتة من غير تثبت ولا تروٍ. يقال: اقتحم الإنسان الأمر العظيم


(١) انظر: مطالع الأنوار على صحاح الآثار (٥/ ٣٠٧) كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح (١/ ١٣١).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٥/ ٥٠).
(٣) المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (١٩/ ٢٦).