للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الأعناق التي أمرت بأخذ من شاء الله أخذه وملائكتها كما وصف الله تعالى: {غِلَاظٌ شِدَادٌ} (١) الآية.

تنبيه: قال العلماء: إنما خص النبي -صلى الله عليه وسلم- بردّها وقمعها وكفها على أهل المحشر دون غيره من الأنبياء لأنه رآها في مسراه وعرضت عليه في صلاته حسبما ثبت في الصحيح. قالوا: وفي ذلك فوائد تسع:

الأولى: أن الكفار لما كانوا يستهزئون به ويكذبون قوله ويؤذونه أشدّ الأذى أراه الله تعالى النار التي أعدها للمستخفين به تطييبا لقلبه وتسكينا لفؤاده.

الثانية الإشارة في ذلك إلى أن من طيب قلبه في شأن أعدائه بالإهانة والانتقام فأولى أن يطيب قلبه في شأن أوليائه وأحبابه بالتحية والشفاعة والإكرام.

الثالثة: ويحتمل أنه عرضها عليه ليعلم منة الله تعالى حين أنقذهم منها ببركته وشفاعته.

الرابعة: ويحتمل أنه عرضها عليه ليكون في القيامة إذا قال سائر الأنبياء نفسي نفسي يقول نبينا وشفيعنا أمتي أمتي وذلك حين تسجر جهنم ولذلك أمر الله تعالى محمدًا -صلى الله عليه وسلم- فقال جل من قائل: {يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ} (٢). قال الحافظ أبو الخطاب ابن دحية: [والحكمة] في


(١) سورة التحريم، الآية: ٦.
(٢) سورة التحريم، الآية: ٨.