للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وهي جوانبها وتوهم الناس أنها ضرب فيها المثل فجعلها في جوانبها من خارج ولو كان ذلك لما كان مثلا صحيحا وإنما هي من داخل وهذه صورتها فأما المكاره فيدخل فيها الاجتهاد في العبادات والمواظبة عليها والصبر على مشاقها وكظم الغيظ والعفو والحلم والصدقة والإحسان إلى المسيء والصبر عن الشهوات ونحو ذلك، وأما الشهوات التي توجب دخول النار المحفوفة بها فالظاهر أنها الشهوات المحرمة كالخمر والزنا والنظر إلى الأجنبية والغيبة واستعمال الملاهي ونحو ذلك.

وأما الشهوات المباحة فلا تدخل في هذا لكن يكره الإكثار منها مخافة أن تجر إلى المحرمة أو تقسي القلب أو تشغل عن الطاعات أو تحوج إلى الاعتناء بتحصيل الدنيا للصرف فيها ونحو ذلك والله أعلم، قاله النووي في شرح مسلم (١).

٥٥٥٠ - وروي عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى إذا رأتهم {إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ} (٢) من مسيرة مائة عام وذلك إذا أتي بجهنم تقاد بسبعين ألف زمام يشد بكل زمام سبعون ألف ملك لو تركت لأتت على كل بر وفاجر {سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} (٣). تزفر زفرة ولا تبقى قطرة من دمع إلا ندرت ثم تزفر الثانية فتقطع القلوب من أماكنها تقطع اللهوات والحناجر


(١) شرح النووي على مسلم (١٧/ ١٦٥).
(٢) سورة الفرقان، الآية: ١١٢.
(٣) سورة الفرقان، الآية: ١١٢.