للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

مسيرة أربعين عاما. وفي رواية للترمذي (١) من مسيرة سبعين خريفا، وغيو ذلك من الأحاديث. وهذه الألفاظ لا تعارض بينها بوجه ويحتمل هذا الاختلاف أن يكون ذلك بحسب اختلاف إدراك أهل الجنة وتفاوت مراتبهم فمن كان أعلى رتبة نشق من مسيرة ألف عام، ويحتمل غير ذلك، [والله تعالى أعلم]، قاله في حادي القلوب (٢).

وقال بعض العلماء: والظاهر والله أعلم أن هذا [الاختلاف] بحسب اختلاف درجات أهل الجنة: فمن كان من أهل الدرجات العلى شمّه من ألفط عام، ومن كان دونه فمن مسيرة خمسمائة عام ثم من مائة ثم من سبعين ثم من أربعين. وقال بعض العلماء: ويحتمل [وجوها أخر]: الوجه الأول أنه أوحي إليه -صلى الله عليه وسلم- أن ريح الجنة يوجد من أربعين، ثم أوحي إليه أنه يوجد من سبعين ثم من مائة ثم من خمسائة ثم من ألف، فأخبر كما أوحي إليه. ["قلت وتخصيص هذه الأعداد بالذكر مما لا تدرك حكمته إلا بتوقيف من الشارع صلى لله عليه وسلم أو بطريق الكشف والله أعلم، وما يأتي للمصنف لا يخفى بعده لمن تأمله والله أعلم"] (٣)، [الوجه] الثاني يحتمل أن قاتل المعاهد إذا أراد قتله [وهوانه وتركه خشية من الله سبحانه كان من حسناته] أن يجد ريح الجنة من المدة التي ذكرت واختلاف المدة فيه باعتبار الإيحاء كما تقدم


(١) سنن الترمذي (١٤٠٣) حديث حسن صحيح.
(٢) لم أجده في المخطوط.
(٣) سقطت هذه الحاشية من النسخة الهندية.