للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

المستعان. [قاله في حادي الأرواح (١) وقال بعض شراح البخاري: حديث عبد الله بن عمرو يدل على أن المسلم إذا قتل ذميا لا يقتل به لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما ذكر هذا الوعيد للمسلم وعظم الإثم فيه في الآخرة ولم يذكر بينهما قصاصًا في الدنيا، فقوله -صلى الله عليه وسلم-لم يرح رائحة الجنة معناه على الوعيد [لا على] التحتم والإلزام وإنما هذا لمن أراد الله تعالى إنفاذ الوعيد عليه: قال: فإن قيل قد جاء في حديث: من ادعى إلى غير أبيه [لم يرح رائحة الجنة و] إن ريحها ليوجد من مسيرة [سبعين عامًا، وفي حديث الموطأ في النساء الكاسيات العاريات: وإن ريحها ليوجد من مسيرة] (٢) خمسمائة عام، فما الحكمة في اختلاف المدد في وجود ريح الجنة؟ فالجواب: يحتمل والله أعلم أن تكون الأربعون هي أقصى أشد العمر في قول أكثر أهل العلم فإذا بلغ ابن آدم زاد [عمله] ويقينه واستحكمت بصيرته في الخشوع لله تعالى والتذلل [له] والندم على ما سلف فكأنه وجد ريح الجنة التي تبعثه على الطاعة وتمكن من قلبه الأفعال الموصلة إلى الجنة فهذا وجد ريحها من مسيرة أربعين وأما السبعون عاما فإنها آخر [المعترك] وهي أعلى منزلة من الأربعين في الاستبصار ويعرض للمرء عندها من الخشية والندم لاقتراب أجله ما لم يعرض له قبل ذلك وتزداد طاعته بتوفيق الله فيجد ريح الجنة من مسيرة سبعين عامًا وأما وجه الخمسمائة عام فهي فترة ما بين نبي [ونبي] فيكون من


(١) حادي الأرواح (ص: ١٦٢).
(٢) سقطت هذه العبارة من النسخة الهندية.