للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[جاء] في آخر الفترة واهتدى باتباع [النبي] الذي كان قبل الفترة ولم يضره طولها فوجد ريح الجنة على خمسمائة عام (١). ["لعل هذا هو محل قوله حوله، وقال بعض العلماء إلى قوله والله أعلم بمراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وقوله: "فوجد ريح الجنة على خمسمائة عام" هذا يقتضي أن أهل الفترة أقوى إدراكا لريح الجنة من آخر هذه الأمة حتى الصحابة فمن عداهم وهذا ومن الصحابة لما حضر أحد قال لصاحبه إذا ذاك إني لأجد ريح الجنة دون أحد، ثم تقدم فقاتل حتى قتل يرحمه الله، خصوا بذلك وإن لم يعيشوا الأربعين والسبعين فضلا عمن أدكرها ويقتضي أيضا قصر ذلك على من عاش هذين السنين من هذه الأمة خاصة ولو شابا نشأ في عبادة الله ولا يخفى ما في ذلك كله والله أعلم"] (٢). واعلم أن اسم الجنة شامل لجميع ما حوته من البساتين والمساكن والقصور وهي جنات [كبيرة] جدًّا كما روى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك أن أم الربيع وهي أم حارثة بن سراقة أنها أتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فذكر الحديث إلى أن قال: يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى منها (٣)، اهـ.

وللجنة عدة أسماء الأول الجنة وهو الاسم العام المتناول لتلك الدار وما اشتملت عليه من أنواع النعيم واللذة والبهجة والسرور وقرة الأعين


(١) شرح ابن بطال ٨/ ٥٦٤ - ٥٦٥، والتوضيح ١٨/ ٥٩٦.
(٢) سقطت هذه الحاشية من النسخة الهندية.
(٣) البخاري (٦٥٦٧، ٦٥٦٨)، وانظر حادى الأرواح (ص: ١٠٢).