للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

واشتقاق هذه اللفظة وهي الجنة التي هي دار النعيم في الدار الآخرة من الاجتثان وهو السّتر والتغطية لتكاثف أشجارها وتظليله بالتفاف أغصانها ومنه سمي البستان جنة لأنه يستر داخله بالأشجار ويغطيه فلا يستحق هذا الاسم إلا موضع كثير الشجر مختلف الأنواع ومنه الجنين لاستتاره في بطن أمه، والجان [لاستتارهم] عن العيون واختفائهم عن الأبصار والمجن لستره ووقايته الوجه والمجنون لاستتار عقله وتواريه عنه والجنّان وهي الحية الصغيرة الدقيقة كما ورد به الحديث، ومنه الحديث أيضا جنّ عليه الليل أي ستره. والجُنة بضم الجيم ما يستر به الرأس من ترس أو غيره. ومنه قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً} (١)، ومنه الجنة بالكسر وهم [الجن] كما قال تعالى: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} (٢)، وذهبت طائفة من المفسرين إلى أن الملائكة يسمون جنة واحتجوا بقوله تعالى: {وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} (٣)، قالوا: وهذا أنسب بقولهم: الملائكة بنات الله (٤).

الاسم الثاني: دار السلام: والسلام في الأصل السلامة. [وقد سماها الله تعالى بهذا الاسم في قوله تعالى: {لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ} (٥)، وقوله


(١) سورة المجادلة، الآية: ١٦.
(٢) سورة الناس، الآية: ٦.
(٣) سورة الصافات، الآية: ١٥٨.
(٤) حادى الأرواح (ص ٩٥ - ٩٦).
(٥) سورة الأنعام، الآية: ١٢٧.