للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقوله: "فقالوا: سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين"، فبدءوهم بالسلام المتضمن للسلامة من كل شيء مكروه، أي سلمتم فلا يلحقكم بعد اليوم ما تكرهون. ثم قالوا لهم: {طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} (١)، أي سلامتكم ودخولها بطيبكم، فإن الله تعالى لو حرمها إلا على الطيبين فبشروهم بالسلامة وبأطيب الدخول والخلود. قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "تلقاهم أو يلقاهم الولدان يطيفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم "، وقد اختلف العلماء في هؤلاء الولدان هل هم من ولدان الدنيا أم أنشأهم الله تعالى في الجنة إنشاء على قولين، فقال علي بن أبي طالب والحسن البصري: هم أولاد المسلمين الذين يموتون ولا حسنة لهم ولا سيئة يكونون خدم أهل الجنة وولدانهم إذ الجنة لا ولادة فيها. قال الحاكم (٢): أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن فذكره إلى أن قال: حدثنا المبارك بن فضالة عن الحسن في قوله تعالى: {وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ} (٣)، قال: لم يكن لهم حسنات فيجزون بها ولا سيئات فيعاقبون عليها، فوضعوا بهذا الموضع، ومن أصحاب هذا القول من قال: هم أطفال المشركين يجعلهم الله تعالى خدما لأهل الجنة، وقيل غير ذلك، وتقدم الكلام: هل الولدان في حديث


(١) سورة الزمر، الآية: ٧٣.
(٢) وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٨/ ٩) لعبد بن حميد عن الحسن. كذا جاء (الحاكم) وهو غلط والأثر مخرج في تفسير مجاهد (٢/ ٦٤٦) عن الحسن.
(٣) سورة الواقعة، الآية: ١٧.