للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الخليل في ترك الصلاة، واختلاف العلماء في ذلك مبسوطا. والأشبه أن هؤلاء الولدان مخلوقون من الجنة كالحور العين خدما لهم وغلمانا كما قال الله تعالى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ غِلْمَانٌ لَهُمْ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ (٢٤)} (١)، وهؤلاء غير أولادهم فإن من تمام كرامة الله تعالى لهم أن جعل أبناءهم مخدومين معهم، لا يجعلهم غلمانا لهم، واللؤلؤ المكنون المستور الذي لم تبتذله الأيدي، والله تعالى أعلم، قاله في حادي الأرواح (٢).

قوله: "يطيفون بهم كما يطيف ولدان أهل الدنيا بالحميم يقدم من غيبته"، الحميم القريب، قاله الحافظ رحمه الله تعالى. قوله: "وهو ذا بأثري" تقدم الكلام على لفظ الأثر. قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: "فيستخف إحداهن الفرح حتى تقوم على أسكفة بابها" الحديث، أسكفة الباب عتبته السفلى التي توطؤهن، وهي بضم الهمزة والكاف وتشديد الفاء. قال أبو سليمان الداراني رحمه الله تعالى: تبعث الحوراء من الحور العين الوصيف من وصائفها فتقول: ويحك انظر ما فُعل بولي الله تعالى، فتستبطئه فتبعث وصيفا آخر تم آخر، فيأتي الأول فيقول تركته عند الميزان، فيأتي الثاني فيقول: تركته عند الصراط، ويأتي الثالث فيقول: قد دخل باب الجنة، فيستقبله الفرح، فيقف على باب الجنة فإذا أتاها اعتنقته، فيدخل خياشيمه من ريحها ما لا يخرج أبدا.


(١) سورة الطور، الآية: ٢٤.
(٢) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: ٢١٦).