للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تعالى: {إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (١١٨) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى (١١٩)} (١) وحكمة ذلك أن الله تعالى نعمهم في الجنة بنوع ما كانوا يتنعمون به في الدنيا وزادهم على ذلك ما لا يعلمه إلا الله، اهـ.

فمائدة: ويقال كل شيء في الجنة له نظير في الدنيا فأهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغوطون نظيره في الدنيا الولد في بطن أمه وأهل الجنة لهم خدم إذا [تمنى الرجل] شيئا جاءوا به قبل أن يأمرهم فيعرفون حاجته قبل أن يتكلم، نظيره في الدنيا أعضاؤه إذا احتاج الإنسان إلى شيء عرف ذلك أعضاؤه ويفعلون ذلك من غير أن يأمرهم ويكلمهم؛ وفي الجنة شجرة يقال لها طوبى أصلها في دار محمد -صلى الله عليه وسلم- وأصلها وأغصانها في كل دار وفي كل موضع نظيها في الدنيا الشمس قد وصل ضوءها في كل دار وفي كل موضع، والجنة لا ينقطع طعامها وإن أكلوا منها ولا ينقص مثه شيء نظيره في الدنيا القرآن يتعلمه الناس ويعلمونه وهو على حاله لا ينقص منه شيء؟ وفي الجنة ظل ممدود ونظيره في الدنيا الوقت الذي قبل طلوع الشمس، روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ألا أنبئكم بساعة هي أشبه بساعة أهل الجنة هي التي قبل طلوع الشمس ظلها دائم [كثيرة] باسطة وبركتها واسعة أعظيمة،، اهـ. قاله أبو الليث السمرقندي (٢).

قوله: "ورشحهم المسك" هو بفتح الراء المهملة وإسكان الشين


(١) سورة طه، الآية: ١١٨ - ١١٩.
(٢) بستان العارفين للسمرقندي (ص: ٣٨٩).