للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال في حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (١): وقد خلق الله تعالى بعض الجنات وغرسها بيده تفضيلا لها على سائر الجنات، وقد اتخذ الرب تعالى وتقدس من الجنات دارا اصطفاها لنفسه وخصها بالقرب من عرشه وغرسها بيده، فهي سيدة الجنات، والله سبحانه وتعالى يختار من كل نوع أعلاه وأفضله كما اختار من الملائكة جبريل عليه الصلاة والسلام، ومن البشر محمدا صلى الله تعالى عليه وسلم، ومن السماوات العلي، ومن البلاد مكة، ومن الأشهر الأشهر الحرم، ومن الليالي ليلة القدر، ومن الأيام يوم الجمعة، ومن الليل وسطه، ومن الأوقات أوقات الصلوات، إلى غير ذلك، فهو سبحانه يخلق ما يشاء ويختار.

قال الدارمي (٢): حدثنا موسى بن إسماعيل فذكره إلى أن قال: حدثنا مجاهد عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنهما: "خلق الله تعالى أربع أشياء بيده: العرش والقلم وعدن وآدم. ثم قال لسائر الخلق ركن فكان". قال الدارمي (٣): وحدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو عوانة عن عطاء بن السائب عن ميسرة قال: إن الله تعالى لم يمس شيئا من خلقه غير ثلاثة: خلق آدم بيده وكتب التوراة بيده وغرس جنة عدن بيده؛ ثم قال لها تكلمي فقالت:


(١) حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح (ص: ١٥٦).
(٢) نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد (١/ ٢٦١).
(٣) نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد (١/ ٢٦٣)، وأخرجه هناد في الزهد (٤٤)، والطبري في التفسير (١٩/ ٦٩٤) السنة لعبد الله بن أحمد (٥٧٢) عن ميسرة.