للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١)} (١)، وذكر الحاكم (٢) عن مجاهد قال: إن الله تعالى غرس جنات عدن بيده، فلما تكاملت أغلقت، فهي تفتح في كل سحر فينظر الله تعالى إليه فيقول: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١)}، وفي حديث آخر ثم قال لها انطقي، فقالت: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) فقال الله: وعزتي وجلالي لا يجاورني فيك بخيل (٣).

وتأمل هذه العناية كيف جعل الجنة التي غرسها بيده لمن خلقه بيده ولأفضل ذريته اعتناء وتشريفا وإظهارا لفضل ما خلقه تعالى بيده وشرفه وتميزه بذلك عن غيره وبالله سبحانه وتعالى التوفيق وبمنه وكرمه. فهذه الجنة من الجنات كآدم في نوع الحيوان، انتهى.

٥٦٥١ - وَعَن ابْن عَبَّاس -رضي الله عنهما- قَالَ قَالَ رَسُول الله -صلى الله عليه وسلم- خلق الله جنَّة عدن بِيَدِهِ ودلى فِيهَا ثمارها وشق فِيهَا أنهارها ثمَّ نظر إِلَيْهَا فَقَالَ لَهَا تكلمي فَقَالَت


(١) سورة المؤمنون، الآية: ١.
(٢) الحاكم في المستدرك (٢/ ٣١٩)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في العظمة (٢/ ٥٧٨)، وابن بطة في الإبانة الكبرى (٢٢٩)، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة (٧٢٩)، والبيهقي في الأسماء والصفات (٦٩٣)، والدارمي في الرد على الجهمية (١١٨).
(٣) أخرجه الطبراني في معجمه الكبير (١٢/ ١٤٨/ ١٢٧٢٣)، وفي معجمه الأوسط (٥٥١٨)، وقال: الهيثمي في مجمع الزوائد (١٠/ ٣٩٧) رواه الطبراني في الأوسط والكبير، وأحد إسنادي الطبراني في الأوسط جيد. وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (٢٢٤٧).