للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قوله: "ولكل خيرة خيمة" تقدم الكلام على الخيمة واشتقاقها. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "ولكل خيمة أربعة أبواب يدخل عليها من كل باب تحفة وهدية وكرامة لم تكن قبل ذلك" الحديث، والتحفة ما يتحف به الإنسان من الفواكه والطرف محاسنة وملاطفة وقد تفتح الحاء والجمع التحف ثم يستعمل في غير الفاكهة من الألطاف والنعم.

قال الأزهري: أصل تحفة وُحْفَة فأبدلت الواو تاء [فتكون] على هذا من حرف الواو، اهـ، قاله ابن الأثير (١) ومنه قوله في الحديث: فما تحفتهم؟ يعني أهل الجنة. قال: زيادة كبد الحوت هو من هذا. أي ما الذي يهدى إليهم يحضون به ويلاطفون ففي الصحيحن أنه -صلى الله عليه وسلم- أخبر أن أول طعام يأكله أهل الجنة إذا دخلوا زيادة كبد الحوت وفي لفظ زيادة كبد النون والنون هو الحوت. وفي الصحيح (٢) أن غداءهم على إثر ذلك أن ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها وأن شرابهم من عين تسمى سلسبيلا وسيأتي الكلام على ذلك قريبا مبسوطا [إن شاء الله تعالى] والله أعلم. قوله -صلى الله عليه وسلم-: "إلا مرجات ولا ذفرات ولا سخرات ولا طماحات". قوله: "ولا مرجات" هو من المرج وهو الخلط ويطلق أيضا على الفساد ومعناه لم يكن عندهن فساد ومنه قوله في الحديث: كيف أنت إذا [مرِج] الدين أي فسد. قوله: "ولا ذفرات" هو من الذفر بالذال المعجمة المفتوحة ويقع على الطيب والكريه


(١) النهاية في غريب الحديث والأثر (١/ ١٨٢).
(٢) صحيح مسلم (٣٤ - (٣١٥).